أثار فيلم كرتون إيراني مدبلج بالعامية التونسية، بثته قناة ”نسمة تي في” جدلاً واسعاً في تونس، واعتبره كثيرون محاولة من القائمين على القناة لاستفزاز مشاعر التونسيين بعد تجسيده لصورة الذات الإلهية في أحد المشاهد. يروي الفيلم، وهو سيرة ذاتية بعنوان "Persepolis” أو ”بلاد فارس” للمؤلفة والمخرجة الإيرانية مارجان ساترابي، قصة فتاة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء الانقلاب الذي قامت به الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الخوميني عام 1979 على نظام الشاه السابق محمد رضا بهلوي، وشعورها بالقمع في ظل الحكم الإسلامي، وما تلاه من خيبة أمل قبل أن يرسلها والداها إلى النمسا خوفاً عليها من الأجهزة الأمنية لتكمل دراستها هناك. نقل موقع ”العربية نت” عن بعض الصحف والمواقع التونسية أن بث قناة ”نسمة تي في” لهذا الفيلم الكرتوني في هذا الظرف السياسي الحسّاس الذي تمر به البلاد التونسية قبل أسابيع على موعد الاستحقاق الانتخابي يهدف إلى إثارة النعرات الدينية والطائفية واستفزاز التيارات الإسلامية في البلاد. كانت العاصمة التونسية قد شهدت منذ أشهر حادثة تمثلت في اقتحام مجموعة من السلفيين لقاعة سينما بالعاصمة، احتجاجاً على عرض فيلم مسيء للدين الإسلامي لمخرجة تونسية أعلنت إلحادها على الهواء. طالب ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإدانة القناة وتقديم دعوى قضائية ضدها بسبب إهانتها لمشاعر التونسيين تحت مسمى الحريات. واعتبر آخرون أن حرية التعبير مكفولة في تونس، لا سيما بعد الثورة، لكن ليس على حساب التعدي على المقدسات الدينية.