*مرضى القلب والضغط والربو في صدارة المغبونين -ازمة حادة في أدوية علاج أمراض النساء ومراهم الوقاية من الامرض الجلدية والحساسية - صيادلة يترقبون الفرج في أواخر مارس لانتعاش سوق الأدوية إ ذا كان بمقدور الجزائريين الاستغناء نهائيا عن قائمة المواد الغذائية الممنوعة من الاستيراد فليس بإمكانهم بتاتا التفريط في الدواء لاسيما المستورد منه الذي لا يقابله البديل من الدواء الجنيس أو المنتوج المحلي غير أن واقع سوق الأدوية ببلادنا الذي يعرف ندرة حادة في عدد كبير من المنتوجات الصيدلانية منذ شهور لايسر أي مريض بحاجة إلى علاج لكي يشفى أو على الأقل لتخفيف آلامه و الأمر يبدو أكثر تعقيدا بالنسبة للمرضى المزمنين الملزمين بأخذ الجرعات في موعدها والتي لا تتطلب التأجيل أو الانتظار مما يعني بالنسبة للكثير منهم ترقب الموت البطى ء في ظل اختفاء الدواء من الصيدليات المتواصل منذ قرابة ال9 أشهر حسب ما كشف عنه بعض الصيادلة بوسط مدينة وهران
- أدوية مكتوبة في الوصفات الطبية ومختفية في الصيدليات تأتي هذه الندرة التي مست 81 دواء بوهران لوحدها حسب ما كشفت عنه للجمهورية نقابة الصيادلة في أعقاب الوضع المتعفن الذي يشهده قطاع الصحة بفعل الاضرابات المتواصلة للاطباء والتي زادت من الأزمة التحاق سلك الأطباء الداخلين بزملائهم في مسيرات شلت المستشفيات و حرمت المريض من أدنى الخدمات مقابل حرمانه أيضا من الدواء في حالة لجوءه إلى طبيب خاص أو تقدمه إلى العيادات ليدفع ثمن الزيارة ليجد نفسه في رحلة مراطونية لدواء موجود في الوصفة الطبية ومفقود في الصيدليات من خلال جولتنا الاستطلاعية إلى عدد من الصيدليات بالولاية وقفنا عند حجم معاناة الصيادلة مع المرضى لاسيما المزمنين لعدم قدرتهم على توفير المطلوب ومعاناة المريض مع الجري من صيدلية إلى أخرى بحثا عن علبة لتسكين الوجع أو ضبط الضغط أو تعديل نسبة السكر في الدم وحتى مرض الكلى دخلوا ضمن قائمة ضحايا الأزمة دون الحديث عن المهددين بين الحياة و الموت من المصابين بالسرطان - لا وجود لأدوية الكوفارديل . فيزيوتانز كزلاتان لتنظيم الضغط الدموي و علاج القلب هذا ما كشف عنه صيدلي ضاق ذرعه من اختفاء الأدوية الحساسة التي لا يمكن منعها لأهميتها في العلاج ومنها ما قد تسبب ندرتها موت المريض أو تدهور صحته لاسيما مرضى السكري و القلب والمصابين بالضغط الدموي على غرار أدوية كزلاتان وفيزتنس و"السانتروم" الدومات 250 "افلوكارديل" "الداكتازين" "ايزوكات" "بريتيراكس" و "ديفوكسين" و محلول للشرب خاص بالأطفال المرضى بنقص عمل عضلة القلب "زيلوريك و"اسبيرين" "كارديو" -ما كان موجود في أشهر الصيدليات بمرافال و الحمري مفقود حاليا تنقلنا إلى صيدلية معروفة بحي مرافال التي تشتهر بتوفر أي دواء مفقود في الصيدليات من اجل الاستفسار أكثر ومعرفة مدى خطورة الأزمة التي ضربت سوق الدواء لا سيما مع مطلع السنة الجارية غير أن الوضع لايختلف تماما عن البقية التي عجزت على توفير ما هو مكتوب في الوصفات الطبية و الموجود من المخزون لا يلبي جميع الطلبات وأصبحت هذه الصيدلية تتخذ إجراءات تسجيل بيانات المريض ورقم بطاقة التعريف لحرصها على تقديم خدمات للمرضى دون استثناء لعدم تكرار نفس الطلب لنفس الشخص الذي يرغب في شراء حصة من الدواء المتوفر للاحتفاظ به مقابل حرمان البعض منه لتفرض على زبائنها علبة عوض اثنين أو صفيحة واحدة لاحتواء الأزمة مؤقتا ريثما ينتعش الاستيراد وقد لاحظنا الضغط الكبير الذي تشهده هذه الصيدلية يوميا حيث تستقبل مئات الطلبات رغم توسع نشاطها بفتح نقاط أخرى ببلدية السانيا شانها شان الصيدلية المعروفة بتوزيع الادوية المحاذية لدار الشاقوري بحي الحمري و المقابلة للمحطة البرية القديمة التي لا تنعدم فيها حركة الزبائن بحثا عن الدواء -الجنيس تحت الضغط هذا وعلمنا من خلال تنقلنا من صيدلية إلى أخرى أن هناك أدوية بذات تختفي عن رفوفها تدريجيا وغير متوفرة حاليا لدى الموزعين حيث تم تبليغهم بأخذ احتياطاتهم من التخزين و في مقدمتها ادوية الربو والحساسية كبخاخة "فونتولين" وادوية علاج الغدة الدرقية على غرار أقراص ليفو تيركوس فضلا على انعدام بعض الحقن الضرورية كحقنة سيليستان وحقن ديكزاميتازون بروفينيد وسيفازال وديكزازون بينما ما هو متواجد من الدواء الجنيس يشهد ضغطا رهيبا -صيادلة يستنجدون بتجار الحقيبة لتلبية طلبات الزبائن هذا وتخوف بعض المرضى الذين وجدناهم يستغيثون خوفا من اختفاء الدواء رغم توفر القليل منه لدى بعض الصيادلة على غرار مرضى القلب حيث كشف لنا شيخ لا يقوى على الكلام انه لم يجد بديلا عن دواء كورفزل الذي يوقى من حدوث الأزمة القلبية المفقود حيث قال انه ليس الوحيد الذي يبحث عنه فكل عائلته جندت لإيجاده قبل أن تنفذ الأقراص التي بحوزته و اضطر إلى اللجوء إلى احد المعارف لجلبه من فرنسا تفاديا لأي طارئ وهو مستعد لدفع ضعف سعره المتداول في بلادنا نظرا للحاجة الملحة وهو نفس الانطباع الذي لمسناه لدى سيدة مصابة بالقلب وارتفاع الضغط والتي سئمت من البحث عن دواء افلوكارديل 40 أو 160 ملغرام الذي يستعمل للوقاية من تقلص عضلة القلب ويتحكم في استقرار الضغط في نفس الوقت حيث كشفت لنا أنها تنتظر وصول طلبها من خارج بواسطة من احد الصيادلة الذي يتعامل مع تجار الحقيبة لكنها تستغل الظرف للبحث عن البديل من الصيدليات البعيدة عن مقر إقامتها لعل وعسى أن تجد ما تريد مما يعني أن الأزمة أنعشت نشاط تهريب الأدوية بشكل سري بالموازاة مع تجارة المواد الأخرى الممنوعة من الاستيراد ولا تقتصر المنتوجات المفقودة أدوية مرض المزمنين بل مست بدرجة كبيرة عقارات المخصصة لعلاج أمراض النساء على غرار مرهم بروجستوجال ودواء افيستان وحقنة المساعدة على الولادة سانتوسينو وأنواع أخرى كمضادات الحيوية و المضادة للفطريات ككريم نستاتين و محلول زكلار لعلاج الأمراض المعدية والتهاب الشعب الهوائية ناهك على ندرة حقن ديبروستان ودواء بيرمالو لعلاج الالتهابات المزمنة و الحساسية -نقابة الصيادلة تدق ناقوس الخطر ... المخزون الاحتياطي لسنة 2017 ينفذ تدريجيا هذا ودقت نقابة الصيادلة بوهران ناقوس الخطر حول تفاقم الازمة التي تتضاعف مع مرور الوقت حسب ما اكده لنا السيد بلعروسي خصوصا وانها لم تعد تقتصر على المنتوج المستور د بل امتدت الى الدواء المصنوع محليا لاسيما مننوج الشركة الوطنية صيدال الذي على غرار الحق التي من المفروض ان تتوفر محليا في صورة حقن سباسفو وسيفازال وبروفينيذ وحقنة كوبامين على شكل فيتامين بي 12 الى جانب ندرة صفائح اختبار غليكوز وهي منتوجات يكتر عليها الطلب سواء من طرف المريض او العيادات و المصالح الاستشفائية وحسبه انه من غير المعقول ان تختفي مواد مهمة خصوصا اذا كانت مصنوعة محليا وهذا ما يرجح من تازم سوق الادوية المتذبذب بسبب تراجع الكميات المتوفرة مشيرا ان ماهو متوفر حاليا هو ما بقي من مخزون الاحتياطي لسنة 2017 الأزمة تطال الدواء الجنيس لا سيما الحقن المنتجة من طرف صيدال
ولم يتدعم السوق لحد الآن بحصص جديدة سواء تعلق الأمر باستيراد المواد الأولية أو الأدوية من المخابر الأوروبية مؤكدا أن الإجراءات مع المتعاملين في سوق الدواء لم تتم والتي تتطلب مدة لتفعيلها سواء من ناحية التأشير من قبل وزارة الصحة على الحصص المدرجة في برنامج المستوردين أم إيداع الطلبيات للمخابر الأوروبية التي تتعامل مع أكثر من 30 دولة إلى جانب الجزائر مما يعني أن تحسن أحوال السوق مستبعد وعلى الفاعلين في هذا المجال ترقب انفراج الأزمة إلى غاية أواخر شهر مارس و أوائل افريل
هذا وكشف لنا أن المنتوج المحلي المتوفر عاجز على تغطية احتياجات السوق و الحاضر منه يتواجد تحت ضغط رهيب فضلا على أن الدواء المستورد الذي ليس له بديل من الجنيس يشكل أزمة كارثية في الفترة الحالية على غرار دواء فونتولين لعلاج الربو موضحا أن الخلل الذي يواجهه القطاع يتجلى في عدم ضبط احتياجات السوق مسبقا رغم أن مبادرات النقابات متواصلة في إبلاغ الجهات الوصية بقائمة الأدوية المفقودة عن طريق إرسال تقارير شهرية لتفادي الأزمة واتخاذ الوصاية إجراءات المتابعة ومراقبة مخزون المنتجين و المستوردين ومع ذلك بقيت الأمور على حالها
وإذا كانت إجراءات تفعيل عملية الاستيراد المعلقة افتعلت بصورة غير مباشرة للأزمة التي يعرفها سوق الدواء فعمليات التوزيع غير مستقرة زادت من هول الكارثة رغم أنها ليست السبب الرئيسي في هذه الوضعية فإن هناك بعض الموزعين من المضاربين ينتهزون الفرص للاحتفاظ بالدواء لفترة معينة لافتعال الندرة ثم يروجونها في فترات معينة وحسب محدثنا فان هذا السلوك ليس عاملا هاما بقدر المشكل المطروح حاليا والذي يتطلب انتعاش مجال الاستيراد مادام أن ما هو مصنوع محليا مفقود أيضا -خزائن الجمعيات الخيرية مملوءة بالمساعدات و المحسنون لا يخيبون المرضى المعوزين ولم تكن الجمعيات الخيرية المختصة في توزيع الدواء على المرضى المعوزين في منأى عن الظروف التي أثرت بشكل سلبي على احتياجات المرضى من الدواء رغم أن بعض الجمعيات بوهران تملك في خزائنها من تبرعات المحسنين ما يفتقده الصيادلة وخير مثال على ذلك نجد جمعية سنابل الرحمة الكائن مقرها بسيدي البشير البلاطو سابقا التي أكدت لنا رئيستها أنها لم تتضرر كثير من ندرة الدواء باستثناء عدم تمكنها من جلب أدوية مخصصة لعلاج أمراض الأطفال عدا ذلك فلازال أصحاب الخير يحسنون للمرضى و يتبرعون بالأدوية النادرة و التي تتطلب تكاليف باهظة لكنها متوفرة في خزانة الجمعية و مادام أن نية فاعل الخير تقديم يد العون فكل محتاج يتقدم للجمعية لن يعود خائبا شريطة تقديم الوصفة الطبية و عدم حيازته على بطاقة الشفاء