نشط مساء أمس ب"كراسك" وهران، الدكتور محمد داود من جامعة أحمد بن بلة (وهران 1)، محاضرة بعنوان التعدد اللغوي والثقافي في الجزائر : مقاربة سوسيولوجية، حيث جاء في مداخلته التي تدخل في إطار نقاشات "الكراسك"، أنه يوجد في الجزائر لغتين وطنيتين رسميتين (العربية والأمازيغية)، إلى جانب اللغة الفرنسية بصفتها لغة اجنبية، فضلا عن العديد من اللهجات العامية. وأضاف في محاضرته أن الجزائر تتميز بكونها تتسع لمجموعة كبيرة من الثقافات المحلية، التي تختلف من منطقة لأخرى، فضلا عن تميزها بفضاء جغرافي كبير ينتمي إلى العمق الإفريقي والعربي - الإسلامي والمتوسطي، موضحا أن تاريخها ينتمي من العصر النوميدي إلى الفترة الحالية، هذه المميزات اللغوية والثقافية والجغرافية والتاريخية تجعل من دولة متعددة ومتنوعة على جميع المستويات، وهي أمور تطرح بشكل حاد مسألة الهوية ومفهوم الدولة الوطنية وبخاصة لما تعرفه المنطقة من تحولات ومسارات جد عميقة، وما يفرز من أوضاع غير ثابتة على عدة مستويات، الهوياتي منها والسياسي والجغرافي كذلك، وفي هذا الباب يتعين على قادة الرأي والفكر والفاعلين السياسيين وأصحاب القرار، أن يدركوا الرهانات القائمة التي ترافق العولمة ونهاية الأيديولوجيات الشمولية وما يرافقه من تشظي في الهويات، حيث حاول من خلال هذه المداخلة التي حضرها العديد من الأكاديميين والطلبة الجامعيين طرح هذه الإشكاليات ضمن مسعى فكري يأخذ بعين الاعتبار الانسجام الاجتماعي والثقافي والوحدة الترابية. من جهته أكد الدكتور والباحث بويجرة بشير من جامعة وهران 1، أننا في الجزائر نعيش نقلة نوعية حضارية وفكرية وثقافية، وما نلاحظه الآن أننا عدنا إلى هويتنا وثقافتنا وحضارتنا السابقة، لأننا منذ مدة كنا نتجاهل هذه العناصر المهمة، لاسيما فيما يتعلق بالتعدد اللغوي واللهجي، موضحا أنه في الجزائر يوجد تعدد في اللسان، واصفا إياه بالمهم والإيجابي والخطير جدا، لو نهتم به ونحتكم إلى العلم والدقة والنقد ونصل إلى نتائج علمية في هذا المجال، نكون قد قطعنا شوطا مهما، أما الجانب الثاني : البعد الثقافي، لأننا عندما نقول اللغة أو اللهجة، هناك ثقافة لأن اللغة لا يمكن أن تكون وحدها ونفس شيء بالنسبة اللهجة، وبالمناسبة يوجد أدب جزائري مهم جدا كتب إما باللغة اليونانية القديمة إما الرومانية اللاتينية، وإما باللهجات الجزائرية المختلفة، مع الأسف وجدت أن الأدب الجزائري قبل الإسلام مهجر، وحتى ما بعد الإسلام فإن الأدب الجزائري مكتوب باللغة العربية الفصيحة وبعض اللهجات بعضه مترجم إلى العربية وبعضه ما زال مع الأسف أن أدبنا القديم ما زال مهمشا ولم نعرفه لحد الآن ويحتاج إلى ترجمة. من جانبه أبرز الأستاذ حمو عبد الكريم الباحث في "كراسك" وهران، الموضوع هو مقاربة علمية اجتماعية لسانية حول التعدد الثقافي واللغوي الذي تشهده الجزائر، مع دخول الألفية الجديدة ومواضيع وساحة جديدة، تتعلق بالهوية والموروث الثقافي والتعريف بالشخصية الجزائرية التي ساهمت في النقلة النوعية بالبعد التاريخية، ودعوتنا لاستخلاص الدروس والعبر من المساهمين في التراث الجزائري، وهي دعوة للتعريف بالتنوع اللهجي، مبرزا أنه توجد لغة رسمية هي اللغة العربية وهناك لهجات متعددة، ممكن أن ترتقي إلى فصيحة بجهد الباحثين والأكاديميين والمختصين، بحكم أن الجزائر قارة متنوعة بتعدد عاداتها وتقاليدها على غرار الألبسة والأطعمة والأغذية والجزائرية وهو ما يؤكد الغنى الذي تمتاز به بلادنا من ناحية موروثها...