إطلالة خفيفة على برامج مختلف القنوات الفضائية الجزائرية، هذه الأيام في الشهر الفضيل، تجعلك تسجل مجموعة من الملاحظات، أبرزها غياب ولأول مرة منذ سنوات مسلسلات الدراما التي تروي مختلف القضايا والمشاكل الاجتماعية، فما هو السبب في ذلك يا ترى؟ ولماذا غابت أو لنقل غيّبت هذه المسلسلات هذه السنة ؟ هل ربما لتكاليف التصوير ؟ أم أنها سياسة وثقافة جديدة بات ينهجها الكثير من المخرجين السينمائيين الذين باتوا يفضلون «السكاتشات» و«السيتكوم» لاستقطاب أكبر نسبة من المشاهدين... هي فعلا أسئلة جوهرية ومطروحة بإلحاح من قبل المتابعين ونقاد السينما الجزائرية، الذين لاحظوا تراجعا كبيرا في عدد المسلسلات وتصاعدا كبيرا للبرامج الفكاهية وحتى «الكاميرا الخفية»، التي نالت هي الأخرى حصة الأسد هذا العام، على غرار «الواعرة» و«هي»... إلخ، دون أن ننسى طبعا الموسم الثاني للسلسلة الفكاهية «عاشور العاشور»، التي استطاعت هذه المرة خطف الأضواء، بنوعية مواضيعها وطريقة إخراجها وكيفية تناول مختلف المواضيع الاجتماعية بطريقة هزلية وفكاهية متميزة ومثيرة، ويجدر بنا الذكر هنا التذكير أن برامج هذه السنة وإن تنوعت إلا أنها اشتركت في نقطة واحدة التقت عندها جميعا وهي البحث عن الترفيه والهزل والفكاهة، في وقت كانت مختلف القنوات التلفزيونية تركز كثيرا على استقطاب المشاهدين من خلال تسابقها على عرض المسلسلات الدرامية، باعتبار أنها تروي مختلف المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها مدننا كالطلاق ومعصية الوالدين والحرقة والسرقة والانتحار...إلخ، إلا أن هذه المرة فضل العديد من المخرجين اللجوء إلى «السكاتشات» و«السيتكوم» لمعاجلة هذه الظواهر بطريقة مسلية وفكاهية حتى تصل الرسالة بطريقة مباشرة وسهلة ومضحكة، يكفي فقط أن نشير إلى أن العديد من الممثلين باتوا هم كذلك يفضلون البرامج الهزلية باعتبارها تشهد إقبالا كبيرا من لدن المشاهدين، الذين يهتمون أكثر بمثل هذه المنوعات أولا لأنها مرفّهة عن النفس، بعد يوم طويل من الصيام، وأيضا لأنها ترافقت مع ظهور العديد من الممثلين الشباب، الذين يملكون إمكانيات فنية كبيرة، استطاعوا كسب قلوب الملايين من المشاهدين، خصوصا برنامج «ناس السطح»، «تحت المراقبة» و«قصبة سيتي»، «عبد القادر وبوعلام»... إلخ، فيا ترى هل يمكن القول إن رمضان 2007، هو موسم تراجع المسلسلات الدرامية وصعود المنوعات الفكاهية بصفة أبدية ؟ أم أن المسألة ظرفية وقد نشهد في العام القادم عودة الأعمال الفنية ذات الطابع الاجتماعي مثلما كانت شاشتنا في الأعوام الماضية تشهد متابعة كبيرة لهذه المسلسلات على غرار «البذرة» و«المصير»... أسئلة بحاجة إلى أجوبة والمخرجون السينمائيون والممثلون هم الأجدر بالإجابة على هذه الأسئلة والتخمينات المشروعة.