تنافس برامجي رمضاني تلفزيوني شديد... جميع الفضائيات الجزائرية أعدت العدة، لاستمالة المشاهد في الشهر الفضيل، مسلسلات جديدة ومقالب عديدة وحتى باقة متنوعة بانورامية من رامج «السيتكوم»، دون أن ننسى طبعا أنه ولأول مرة هذه القنوات التلفزيونية، اشتركت وتقاطعت في نقطة واحدة، هي تقديمها لمنوعات رمضانية جزائرية محلية مائة بالمئة، وهو ما يعد بالفعل نقلة وقفزة نوعية، تؤكد عودة المنتوج السينمائي الوطني إلى الواجهة، وإتاحة الفرصة للمخرجين والممثلين الشباب، للبروز والتألق ومنافسة مختلف البرامج الأجنبية الاخرى ، لاسيما العربية منها، التي باتت تكتسح المشهد الفني والإبداعي، لقوة الدعم المادي وخبرتها الطويلة، في مجال إنتاج الأفلام والمسلسلات، التي تعرض في شهر رمضان، فهذا الزخم الكبير من الأعمال السينمائية، سيجعل لا محالة المشاهد الجزائري أمام حيرة كبيرة، بسبب كثرتها ومعالجتها للعديد من القضايا والظواهر الاجتماعية، وحتى استقطابها بعض الممثلين الذين تألقوا في السنوات الأخيرة، حتى تحافظ على مشاهديها الذين يبحثون دائما عن برامج فكاهية جديدة، هادفة، مسلية، غير مألوفة وبعيدة عن الركاكة والرداءة والابتذال، وعليه يطرح الجميع الأسئلة التالية... هل ستنجح هذه الفضائيات في تلبية رغبات المتابعين؟ وهل برامجها الرمضانية ذات جودة كبيرة؟ وكيف سيتجاوب معها المشاهدون؟ ويا ترى هل ستكون المنوعات الرمضانية هذه السنة متميزة عن سابقتها التي كانت دون مستوى طموحات الملايين من الجزارئيين، الذين اشتكوا من انحدارها ورداءتها وعدم وصولها إلى مصاف البرامج السينمائية العربية، التي باتت اليوم ذات نوعية وكمية جيدة ومتفردة، هذا صراحة ليس إنقاصا من إمكانيات مخرجينا وممثلينا ومصورينا، ولا حتى انتقاد هدفه تكسير جهود فنانينا ومبدعينا، بل تحفيز وتشجيع لهم على بذل المزيد من الجهود، للرقي بالسينما والفن السابع في بلادنا، حتى تتمكن من فرض نفسها ولم لا ؟ الشروع في منافسة وتصدير منتوجاتها للخارج، حتى تعرف بثقافتنا وتعيد الاعتبار لشاشتنا التلفزيونية، التي تراجعت في السنوات الأخيرة، والتأكيد على أنها عثرة جواد يعمل جاهد للخروج من كبوته، لينهظ من جديد ويفرض حضوره ويعزز تواجده، في عالم مشحون بالتنافس ومليء بالتحديات، ولا مكان فيه للمتقاعسين والكسالى... ومن ثمة ننتظر بداية شهر مضان، لنقيّم هذه الأعمال، ونرى إن تمكنت فعلا من تحقيق الوثبة أو أن قطار الفن السابع لا يزال جاثما في سكته ينتظر أن يصفر، ليعلن انطلاقته نحو أفق سينمائي رحب، حداثي وتنافسي...