يواجه السواد الأعظم من الركاب عبر الخطوط الحضرية و شبه الحضرية و ما بين الولاياتبمستغانم مشاكل متعددة مع حافلات النقل التابعة للخواص بين أبسط خطوط النقل وأقصرها، إلى درجة أن الرحلة التي تبدأ من محطة وسط المدينة قرب سوق عين الصفراء أو من المحطة القديمة نحو اقرب نقطة ممكنة كأنه سفر ما بين الولايات لطول السير وتأخر الوصول على الرغم من قرب المسافة. والتي من المفروض ألا تتجاوز مدة 15 دقيقة مثلا، في حين يتم ذلك في وقت يزيد عن 40 دقيقة.ولعل معاناة المسافرين خاصة في فصل الصيف لا تقتصر على المسافة التي يتم استغراقها في تنقلاتهم، بل تتعداها إلى تلك المعاناة التي لا تكاد تنتهي حتى تعاود من جديد، فبالإضافة إلى زحمة المرور ، فإن الاكتظاظ في مثل هذه الحرارة يزيد من تعب المسافرون إلى التلاصق و التزاحم داخل الحافلات في ظروف سيئة و روائح كريهة منبعثة من كل جانب وفوق هذا وذاك فإن وضعية الحافلات القديمة المهترئة والمشبعة برائحة الدخان والمازوت تبعث على الغثيان. مركبات تجاوزت 15 سنة تنشط في النقل الحضري و بين الولايات فبعض خطوط النقل الحضري بالولاية بعيدة كل البعد عن أجواء المنافسة التجارية، بل إن المنافسة بها تكون على كل ما هو سلبي ويبعث على الاشمئزاز والتخلف رغم تغطيتها لخطوط نقل هامة وحيوية من حيث الإقبال والتواجد، فنفس أجواء التزاحم تلمسها عبر خطوط شرق مستغانم أو وسطها وغربها، ونفس حالة التردي نلاحظها بأغلب المحطات و الحافلات هذه الأخيرة لا يخفى على الناظرين حالة الإهمال التي بلغته خاصة منها تلك التابعة للخواص، وهي التي تفتقر لأدنى شروط النظافة و الأمان ، وهو ما زاد من متاعب المسافرين الذين تبدو ملامح التذمر على وجوههم العابسة وهم يصطفون الواحد تلو الآخر داخل حافلات مهترئة تفتقر إلى مصادر التهوية في مثل هذه الأوقات التي ترتفع فيها الحرارة إلى أعلى معدلاتها. روائح كريهة تقطع الأنفاس و تزاحم الركاب وفيما يتزاحم المسافرون على مقاعد الجلوس ، تجد فئة أخرى تبحث عن منافذ للهواء ومتنفسا لهم يخرجون منه رؤوسهم هروبا من الاختناق الحاصل داخل الحافلات التي تتكون بها تشكيلات مختلفة من الروائح الكريهة والتي تمتزج فيها انبعاثات تتنوع بين دخان السجائر وتلك الناجمة عن محركات الحافلات، وبين روائح العرق وبين مزيلات الروائح والعطور التي تتفاعل جميعا فيما بينها لتخلص إلى مركز عطري يقبر الأنفاس.و ما تم ملاحظته أن العديد من الحافلات ووسائل النقل الجماعي لا تصلح لنقل المسافرين، وفضلا عن قدمها أصبح همّ الناقلين الوحيد هو جمع المال، فتجدهم يملؤون حافلاتهم بالمواطنين وبعبارة ‘'زيد شويا ‘'و''زيد للقدام'' يقوم هؤلاء الناقلون بتكديس زبائنهم تكديسا كأنهم ينقلون البضائع عوض البشر. يضاف إلى ذلك لامبالاة الناقلين الذين لا يأبهون لتذمرات الركاب في حافلات يفوق عمرها ال 15 سنة و لعل المسؤولية الكبيرة تتحملها الجهة الوصية ومراكز المراقبة التقنية للمركبات بالدرجة الأولى، فهي التي تسلم تقارير إيجابية عن وضعية حافلات تظهر للعيان بأنها لا تصلح للنقل ، وكان من المفروض أن تحول إلى محشر السيارات، غير أن محاضر المعاينة والمراقبة تقول عكس ذلك . فمراقبة وسائل النقل تبقى بعيدة عن المستوى المطلوب، بحيث لا تخضع هذه الأخيرة إلى لجان المراقبة إلا في حال ما تم توقيفها من قبل مصالح الأمن لارتكابها مخالفات، لتكتشف بعدها العديد من العيوب الناجمة عن الإهمال واللامبالاة الذي حال دون تلبية حاجيات النقل في أحسن الظروف .و حسب مصدر من مديرية النقل أن الوضعية الحالية ناجمة عن عدم وجود قوانين صارمة ودفتر شروط يتم الالتزام به، مضيفا أن الحافلات التي و إن لم تكن جديدة فإن شروط تحويلها واستغلالها لنقل المسافرين لا يستدعي إجراءات صارمة باستثناء بعض الوثائق التي تؤكد سلامتها وعدم وجود أعطاب ، بالإضافة إلى مظهرها الخارجي. و أن المديرية و حسب إمكاناتها تحاول تعزيز بعض خطوط النقل بحافلات النقل العمومي الجديدة مثلما كان عليه الأمر في الفترة الأخيرة على مستوى القطب السكني الجديد بالحشم و حاسي ماماش .