لا تزال وضعية النقل في العديد من الخطوط التي تربط بين بلديات العاصمة تقدم خدمات متدنية، في ظل الوضعية المهترئة التي آلت إليها حافلات النقل والتي أضحت تشكل خطرا على المسافر، يحدث هذا بالرغم من أن الجهات الوصية أصدرت قوانين تقضي بمنع الحافلات التي يزيد عمرها عن الخمسة والعشرين سنة إلا أن جل الحافلات لا تزال تمارس نشاطها دون مراعاة حجم الخطر الذي أضحت تشكله على حياة المسافر.عبر العديد من المسافرين في حديث جمعهم مع "الاتحاد" عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من الوضعية اليومية التي يعيشونها في ظل التدهور الذي تشهده حافلات نقل المسافرين على مستوى العديد من خطوط العاصمة على غرار مستعملي خط تافورة باتجاه كل من عين الطاية درقانة اسطاوالي بالإضافة إلى الشراقة والدويرة، ضف إلى ذلك الحافلات التي تربط بين خط 2ماي باتجاه كل من الكاليتوس الدار البيضاء ومن جهتها تعرف الحافلات التي تربط السماكة باتجاه كل من بين عمر سوريكال،بومعطي وباش جراح هي الأخرى حالة من التدهور والاهتراء. تدهور الحافلات أرق المسافرين وفي هذا السياق قالت فتيحة عاملة بالعاصمة وهي من بين مستعملي الخط الرابط بين الدويرة وتافورة إن الركوب في مثل هذه الحافلات أصبح أمرا يؤرقنا كثيرا في ظل ما أصبحت عليه من تدهور واهتراء، خاصة وأن المسافة بين خط الدويرة والعاصمة طويلة ما يجعلنا نستغرق ضعف الوقت الذي نستغرقه إذا ما ركبنا سيارة أو وسيلة نقل أخرى، مطالبة في ذات السياق السلطات المسؤولة القضاء على مثل هذه الحافلات التي أضحت أمرا يؤرقهم وزاد من متاعبهم اليومية.ومن جهتها أكدت راضية وهي من بين مستخدمي الخط الرابط بين عين البنيان وساحة الشهداء أن الأمر لم يعد يحتمل بفعل ما أصبحت عليه الحافلات التي تقل الركاب عبر الخط والتي تعود لسنوات الثمانينيات والتسعينيات، حيث لم تعد تصلح لنقل المسافرين، إلا أنه لم يجد المواطن بديلا آخر تضيف ذات المتحدثة باعتبارها وسيلة نقلهم الوحيدة بين خط عين البنيان ساحة الشهداء.فيما أضافت أمال وهي من بين مستخدمي الخط الرابط بين عين الطاية وتافورة أن هذه الوسيلة كوسيلة نقل تعاني من الاهتراء كونها قديمة ولم يعاد استبدالها بحافلات جديدة ومتطورة تتماشى ومتطلبات العصر، فبالرغم من هذه المشاكل إلا أن ركاب هذه الحافلات يشيدون بعمال هذه الحافلات، ويطالبون السلطات المعنية بالنظر إليهم وتحسين مستواهم. غياب أدنى شروط الراحة وما زاد من امتعاض المسافرين غياب أدنى شروط الراحة بهذه الحافلات بدءا انعدام النظافة وتهيئة الكراسي ناهيك عن الروائح الكريهة الناجمة عن محركاتها والتي زادت من متاعب المسافرين، حيث قالت أمينة في هذا السياق إن الركوب في مثل هذه الحافلات تعتبر حالة مزرية خاصة من جانب النظافة حيث تعتبر وكأنك تركب شاحنة نقل النفايات وليس حافلات لنقل الركاب، زد على ذلك الصوت المزعج الناجم عن محركاتها، ناهيك عن الحالة المهترئة التي تشهدها الكراسي والتي لا تصلح للجلوس، فيما أضاف أسامة أنه لولا الحاجة الماسة التي تقتضي منه ركوب مثل هذه الحافلات لما استعملها، فهي حسبه غير مريحة إطلاقا ويضاف إليها تطاول ألسنة السائقين والقابضين الذين تصدر منهم تصرفات أرقت الركاب كثيرا.ورد من جهته محمد وهو أحد مستعملي خط الشراقة تافورة إنه ذاق ذرعا من الوضع الذي يعيشه يوميا، حيث تمضي أزيد من ساعتين بهذه الحافلات قبل الوصول إلى محطة تافورة خاصة وأنها تعرف درجة جد متقدمة من التدهور بالإضافة إلى مظاهر الفوضى التي لا تزال تطبع هذه الحافلات نتيجة المعاملة السيئة التي يتلقاها الركاب من قبل السائقين والقابضين ما يجعلهم يدخلون في مناوشات وملاسنات كلامية معهم في العديد من الأحيان، ناهيك عن عدم احترام المواقف والأوقات المخصصة لكل حافلة قبل الانطلاق، ضف إلى غياب النظافة بهذه الأخيرة حيث تجد كل أنواع النفايات بها من أكواب القهوة والشمة، زد على الوضعية المهترئة التي تعرفها الكراسي والنوافذ والكراسي، ناهيك عن رائحة المازوت التي تنجم عن هذه الأخيرة وما ينتج عنها من تلوث.محملا في الأخير المسؤولية للجهات المعنية بخصوص مراقبة هذه الحافلات خاصة وأن القوانين تفرض توقيف هذه الحافلات التي يزيد عمرها عن20سنة. تعطلات في منتصف الطريق والمواطن يدفع الثمن بضياع الوقت وفي ذات السياق أعرب مستخدمو هذه الحافلات عن امتعاضهم وتذمرهم الشديدين من الأوضاع اليومية التي يعيشونها مع وسائل النقل والتي باتت تزعجهم وتؤرقهم كثيرا، وما أرق المسافرين أكثر هو الأعطاب والتعطل الذي تعرفه الحافلات في منتصف الطريق، ما تسبب في معاناتهم حيث يضيع معظم وقتهم في انتظار إصلاح هذه الحافلات أو تعويضها بحافلة أخرى يكون مصيرها في بعض الأحيان مصير سابقتها، وعليه طالبوا الجهات المعنية بالتدخل لتنظيم الوضع واستبدال هذه الحافلات للتقليل من معاناتهم اليومية. قوانين حبر على ورق.. وفي ذات السياق تساءل المواطنين عن الزيادات المستمرة في تسعيرة النقل من قبل الناقلين دون مراجعتهم للوضعية التي آلت إليها حافلاتهم أو مراعاة شروط السلامة لنقل المسافرين، في حين كانت السلطات المعنية قد سبق لها وأن وعدت بتوقيف الحافلات التي يزيد عمرها عن 25سنة بسبب الخطر الذي أصبحت تشكله على سلامة حياة المواطن بالإضافة إلى التلوث البيئي الذي تكون سبا فيه إلا أن هذا القرار بقي حبيس الأدراج دون أن يظهر على أرض الواقع خاصة وأنه هذه الحافلات لا تزال تمارس نشاطها اليومي.