لا يزال قطاع النقل بولاية وهران يتخبط في فوضى عارمة في ظل غياب مخطط سير فعّال منذ 2004 و غياب الرقابة من قبل مديرية النقل التي سبق لها و أن أكدت استحداث لجنة مختلطة لمراقبة المحطات لحفظ النظام بعاصمة الغرب الجزائري و لكن ذلك بقي مجرد حبر على ورق باعتبار أن الواقع اليومي المعاش مغاير تماما حيث لا تزال معاناة المواطنين مستمرة مع الاختناق المروري الذي تعرفه مختلف شوارع الولاية على غرار حي المدينة الجديدة و شارع تلمسان و كذا حي العقيد لطفي و الطريق الاجتنابي الرابع إلى جانب الطريق الرابط بين ايسطو و حي جمال الدين و «عدل» مشتلة و غيرها من المناطق التي تحولت الى نقاط سوداء تنغص يومياتهم و حتى بالنسبة لزوار المدينة باعتبار أن وهران أضحت وجهة سياحية و اقتصادية هامة ، يأتي هذا دون أن ننسى الإشارة إلى الطرقات المهترئة و كذا انعدام الممهلات و الإشارات المرورية في العديد من الأماكن و التي اثرت سلبا على حركة السير، و ما زاد الأمر تعقيدا هو حافلات النقل الحضري التي أضحت هاجسا للمواطنين باعتبار أن أصحاب الكثير منها يعملون وفق قانونهم الخاص غير مبالين بالزبائن و هذا عبر معظم الخطوط وأهمها خط « 18 «الرابط بين «حي اغمراسن» و «سيدي الهواري « و الذي أضحى مشكلا حقيقيا للركاب فإضافة إلى طول المسار و الاختناق المروري تجد سائقيه يتوقفون في كل محطة لمدة تراوح ال 15 دقيقة غير مبالين تماما بالركاب و يتحججون بأن المقاعد لا تزال شاغرة ناهيك عن التوقفات العشوائية بأي مكان و هو نفس ما تعرفه أيضا العديد من الحافلات الأخرى و منها الحاملة رقم «37» «11» هذه الأخيرة التي يفضل أصحابها التوقف بدورهم لمدة طويلة ب «حي المرشد» دون أن يعطوا أي أهمية للركاب و لا لتعطل مصالحهم بسبب هذا التسيب الذي جعل المواطنين في تذمر مستمر أرجعوه إلى غياب الرقابة من قبل مصالح مديرية النقل و التي سمحت لهذه الفئة بالتلاعب بالمواطنين و بمصالحهم رغم أن العديد منها لا يستجيب للمعايير سواء من حيث اهترائها أو لغياب النظافة بها و رغم ذلك يعكرون صفو حياة الركاب يوميا و هو نفس ما سبق لعديد الجمعيات الناشطة في مجال النقل و أن رفعته خلال لقاءات نظمت بهذا الخصوص على غرار جمعية السلامة المرورية التي طالبت مديرية النقل و قسم النقل و المرور بمختلف البلديات بالقيام بدورها الذي هو شبه غائب رغم الشكاوى العديدة التي رفعوها إليهم للتدخل و تنظيم هذا القطاع و نفس الأمر دعا إليه العديد من المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي و على رأسهم لجنة النقل التي رفعت تقريرا أسوادا إلى الوالي حول فوضى بغياب النظافة بالكثير من الحافلات و كذا التوقفات العشوائية و غياب المحطات و الواقيات و التي تجعل المواطنين ينتظرون قدومها في العراء لا سيما الأشخاص المسنين و الأطفال الذين يضطرون إلى الوقوف لمدة طويلة تحت أشعة الشمس خلال فصل الصيف لحين قدوم الحافلة رغم التعليمات الصارمة التي وجهها والي وهران إلى مصالح البلديات للتكفل بهذا الجانب، هذا ناهيك عن قلة عددها بالأقطاب السكنية الجديدة على غرار القطب العمراني الجديد ببلقايد و الذي لا زال قاطنوه يطالبون بتدعيم منطقتهم بحافلات إضافية لا سيما ما تعلق بخط «p1»الذي يكثر عليه الطلب و الذي يضطره الزبون لمدة نصف ساعة تحت اشعة الشمس في ظل غياب محطات التوقف بها ماعدا واحدة فقط تتواجد بالقرب من مركز الامن الحضري ، و دعوا في ذات الصدد مديرية النقل للتدخل من أجل الزام اصحاب الحافلات بتفادي التوقفات الطويلة بالصديقية و التي تفوق ال 15 دقيقة وهو نفس ما دعا اليه أيضا سكان منطقة وادي تليلات الذي أكدوا معاناتهم مع النقل يوميا و طالبوا بتعزيز حافلات رقم «79» التي تربط منطقتهم ببلدية وهران باعتبار ان هذه الجهة عرفت ارتفاعا كبيرا في الكثافة السكانية اثر عمليات اعادة الاسكان العديدة التي نظمت بها خلال الثلاث سنوات الاخيرة ، و أشاروا الى ضرورة الزام حافلات النقل الشبه الحضري «طيوطا» بتمديد ساعات نشاطهم خلال فصل الصيف لكونها تتوقف عن العمل في حدود الساعة السابعة مساء حيث يجد العديد من الموظفين بوهران صعوبة في العودة إلى وادي تليلات بعد توقف القطار الرابط بين وادي تليلات ووهران عن العمل نتيجة لغياب الامن به حسبما صرح به بعض سكان وادي تليلات مؤكدين بأنهم لا يجدون سبيلا أمامهم خلال الفترات المسائية سوى استقلال سيارات الأجرة أو «الكلوندستان» مقابل مبالغ متفاوتة بين 200دج و 300 دج .