يشهد سوق الأدوات المدرسية لهذا الموسم الدراسي وككل سنة تنوعا كبيرا و متباينا تماما عن السنوات الغابرة التي كانت لا تخرج فيها الأدوات عن البساطة ، حيث أن أدوات الأجيال الصاعدة ابتعدت عن تلك الغاية وأضحت تهدف إلى أغراض أخرى منها زرع العنف لدى التلاميذ وتشتيت أفكارهم في القسم من خلال الأشكال و التصاميم التي تأخذها تلك الأدوات. ففي زيارة استطلاعية لبعض مكتبات مدينة مستغانم و عبر طاولات عرض الأدوات المدرسية ، يلفت الانتباه تلك التصاميم والأشكال المختلفة التي أخذتها الأدوات المدرسية والتي يقبل عليها الأطفال بشدة بسبب تميزها دون أن يعرفوا خطورة تلك اللوازم المستوحاة من رسوم متحركة التي يعشقونها وسيارات ودمى ...ظهرت على شكل أقلام وممحاة و علب عجين .. سواء للإناث والذكور. غير أن العجيب في الأمر أن بعض هذه الأدوات المدرسية أخذت أشكال تحرض على العنف وأخرى على الانحراف على غرار الممحاة والمبراة الخاصة بالإناث عرضت على شكل احمر الشفاه و مقلمة على شكل حقيبة يد ، و محفظة في شكل حقيبة أمتعة خاصة بالعرائس ، و كذا ألوان مائية على شكل علبة مساحيق تجميل ، و هو ما يجعلها تستغل في غير مهمتها الأساسية، و تعتبر كوسائل للترفيه و التسلية أكثر من أدوات للدراسة ، و قد تساهم بشكل كبير في انحراف سلوكات التلميذات وإلهائهن حتى داخل القسم، إذ ينشغلن باللعب بها و لا يركزن اهتمامهن على ما يلقنه لهن الأستاذ.. في حين لوحظ شكل ممحاة خاصة بالذكور على شكل سكين وأقلام بتصاميم قنابل الأمر الذي يؤدي إلى زرع بذور الشغب في نفسية التلميذ إلى جانب هناك أقلام على شكل سجائر الكولومبية وأخرى محلية في محاولة لتحفيز المتمدرسين على استهلاك التبغ منذ الصغر . استياء الأولياء من الأشكال الغريبة من جهتهم تباينت أراء الأولياء حول هذه التصاميم التي أخذتها الأدوات المدرسية ، حيث عبر غالبيتهم عن امتعاضهم من ذلك ودعوا لمقاطعة مثل هذه الأدوات لكونها تحرض على فساد الأخلاق، حيث علق أحد الأولياء قائلا: « الأدوات المدرسية أصبحت مثيرة و محرضة على فساد الأخلاق، فهي تحمل الكثير من الغرابة ولا تخدم التلاميذ خاصة وأن أغلبها يشبه الألعاب ويساهم في انشغال المتمدرسين عن الدراسة وهم يشاهدون في كل لحظة صورا غير أخلاقية على مقلمتهم أو على اغلفة كراريسهم. و الغريب أنها تباع بأثمان مرتفعة ، وأضافت انه في زمانها كانت الأدوات المدرسية موحدة و بسيطة و بأسعار في المتناول. أما سيدة أخرى فقالت انه أخذتها الدهشة وهي ترى مدور اتخذ شكل خنجر مما يخاطر بسلوكات وصحة التلاميذ و يؤدي إلى نشر العنف بينهم. كما يخاطر بسلامتهم على مستوى القسم بسبب استعماله العشوائي والعفوي من طرفهم خصوصا في الطور الابتدائي . وأضافت أن ممحاة على شكل احمر الشفاه هو حسبها تحريض التلميذات على الانحراف منذ الصغر. التجار يقرّون أن الأدوات البسيطة أضحت قليلة وحسب بعض التجار فان استعمال أشكال وتصاميم على الأدوات المدرسية من باب عملية التسويق من اجل تحفيز المستهلك على اقتنائها . واعترف أن بعضها مخلة بالحياء وأخرى محرضة على العنف وأضاف أن الأدوات المدرسية البسيطة أضحت منعدمة وقليلة جدا في الأسواق الأمر الذي يضطر الجميع على اقتناء مثل تلك اللوازم المتخذة لمختلف الأشكال.