اعتدنا في السنين الأخيرة المرور على ملعب زبانا للتوقف في مقهى المرحوم المحادي له لارتشاف قهوة ورصد اخر أخبار مولودية وهران من جماعة الحصيرة وعلى رأسها عمي بديار لكن في الأيام الأخيرة أغلق محله ليشهد ترميمات و معه اختفى بديار الذي نال منه المرض وتقدم به السن فأضحى راقدا في المستشفى الجامعي لوهران بحي بلاطو من جناح لاخر الى أن استقر في الجناح 10 في الأسبوع الأخير مجريا عملية جراحية على مستوى المعدة لم يعمر بعدها سوى يومين ليلفظ أنفاسه الأخيرة في الجناح المذكور الاثنين مع أذان العشاء.... الخبر نقله وكالعادة رئيس جمعية راديوز الذي سبق أن زاره في المستشفى وماهي الا دقائق حتى توافد أصدقاء المرحوم وجيرانه على المستشفى تقدمهم الأمين العام للولاية ورئيس الديوان ورئيس الدائرة و مدير الشباب والرياضة غربي بدرالدين في مشهد مؤثر لم يتوقف فيه عن البكاء وبين ترك المرحوم في المستشفى الى غاية اليوم الموالي ونقله على الفور الى بيته ظل الحديث متواصل في الجناح 10الى أن تقرر في الأخير حمله الى منزله العائلي بعمارات دار الحياة بالمدينة الجديدة... الساعة كانت تشير الى العاشرة ليلا يوم الاثنين عندما رافقنا أفراد عائلة المرحوم رفقة قادة شافي وبن شيحة في غياب اللاعبين السابقين وهم ينقلون الجنازة على متن سيارة الحماية المدنية بعد.أن سهلت لهم ادارة المستشفى رفقة الأمن المشرفين على العملية وماهي الا دقائق حتى وصلنا الى بيت المرحوم 85سنة وصدق من قال عاش قليل ومات قليل لأن المرحوم يملك فقط شقة بالعمارات المذكورة ووسط ضيق تم نقله الى مسكنه في الطابق الثالث في مشهد اخر بكائي لم يتمالك فيه أبناؤه على أنفسهم فأجهشوا على البكاء ولفترة طويلة على والدهم الذي لم يكن فقط لاعبا وانما كان مربيا وناصحا وكلما حل بمولودية وهران مشكل الا وتدخل لحله...الساعة العاشرة ونصف يلتحق مرة أخرى وفد ولاية وهران مع مدير الديجياس في البيت العائلي ليلة الاثنين ليطمئنوا أفراد العائلة بتكفلهم بامر من السيد الوالي مولود شريفي بكل ما يحتاجونه في الجنازة ....دونولي كل احتياجاتكم يقول مدير الشباب والرياضة لفرطاس أحد المقربين من المرحوم وستجدون غدا كل شيء متوفر وماهي الى دقائق بأمر من رئيس الدائرة حتى وصلت شاحنة حاملة الخيم والكراسي والطاولات ....الساعة الحادية عشرة بلغ الخبر عمي الحاج جلول بوحاجي المدافع السابق لمولودية وهران صديقه الحميم وجاره السابق الذي حل قادما من المرسى في ساعة متأخرة جالسا مع المعزيين في مقام ظل خلاله يسرد قصص المرحوم الذي حمل ألوان فريق صحة وهران وجمعية وهران والمولودية التي التحق بها لفترة ولما قدم اليها الحاج هدفي وابنه ميلود أحسن انه سيفقد مكانته بالنظر الى تقدمه في السن ومستوى كايزر افريقيا غادر الحمراوة مفضلا قضاء وقته في مقهى مع جماعة الحصيرة علما انه نال لقب البطولة مع مولودية وهران عام 1971 ولم يسعفه الحظ في التتويج بأول كأس عام 1975لأنه اعتزل سنة 1974 كما أنه لعب للفريق الوطني في مباراتين....من قصصه هاك العربي هاك ويقصد الحارس المرحوم لتجد الكرة برأسيته في شباكه مسجلا على الخطأ...هكذا هي الحياة لا أحد باق فيها اليوم تنقل الخبر وغدا أنت الخبر......عمي الهواري غادرنا فجأة ملتحقا بالرأس الذهبية فريحة بعد 6سنوات أقل من 3أيام من وفاته وثماني سنوات من رحيل قاسم ليمام دون أن ننسى بوي الكاتب وجميع أفراد الحصيرة...... اليوم كل شيء انقضى لاحصيرة ولا أي شيء هكذا هي الحياة ...عمي الهواري الذي شيعت جنازته بعد صلاة الظهر في مقبرة عين البيضاء في موكب جنائزي ضخم انطلاقا من عمارات دار الحياة تقدمه السيد الوالي مولود شريفي ووجوه رياضية وسياسية ..سيبقى في ذاكرة الوهرانيين الذين كلما مروا على ملعب زبانا وتوقفوا في المقهى المحاذي الا وتذكروه .....رحم الله عمي الهواري اللاعب الهادئ ورب العائلة القنوع ...انا لله وانا اليه راجعون