تم اليوم الثلاثاء بالجزائر التوقيع على بروتوكول اتفاق جديد بين وزارتي البيئة و الطاقات المتجددة والتربية الوطنية من اجل إعادة تنشيط مجال التربية البيئية و التنمية المستدامة و تعميمها في الوسط المدرسي. و وقعت كل من وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة السيدة فاطمة الزهراء زرواطي و وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريط على هذا البروتوكول بمتوسطة طالب عبد الرحمان ببلدية الحمامات بحضور والي الجزائر السيد عبد القادر زوخ و تلاميذ و أساتذة المتوسطة و مختلف الفاعلين في المجال البيئي. و سيسمح هذا البروتوكول بتعزيز المكتسبات من جهة و الاستجابة للتحديات الجديدة في مجال البيئة و التنمية المستدامة و تنظيمها عن طريق انجاز نشاطات بيداغوجية من جهة أخرى فضلا عن جعل النادي البيئي على مستوى المدرسة فضاء تفاعلي يلجا إليه التلاميذ ليصبح أيضا ولأول مرة امتداد للأنشطة البيداغوجية التطبيقية . و في كلمة ألقتها بالمناسبة ,أبرزت السيدة زرواطي الأهمية الكبرى التي توليها الحكومة للحفاظ على البيئة و الموارد الطبيعية و ضمان حق الأجيال القادمة في بيئة سليمة طبقا لما جاء في دستور 2016 لاسيما المادتين 19 و 68 منه. و أشارت الوزيرة انه و عملا بأحد محاور برنامج الحكومة الرامي إلى تعزيز آليات التعاون و التنسيق بين قطاعي البيئة و التربية الوطنية في مجال التوعية و التحسيس للحفاظ على البيئة , فانه تم إعطاء أهمية خاصة إلى موضوع التربية البيئة في الوسط المدرسي مع الأخذ بعين الاعتبار الطابع الاستراتيجي للمؤسسة التربوية كنواة أساسية للتنمية . وتابعت السيدة زرواطي تقول أن التربية البيئية هي جهد تعليمي موجه و مقصود نحو تعزيز المعارف لفهم العلاقات المعقدة بين الإنسان و بيئته بأبعادها الاجتماعية و الثقافية و البيولوجية و الفيزيائية حتى يكون واعيا بمشكلاتها و تحدياتها . و حرصت الدولة -حسب الوزيرة- على توفير الإمكانيات اللازمة للحفاظ على البيئة و نشر الوعي البيئي بين الإفراد بإدراج التربية البيئية في المدارس و التي تعد جهد تعليمي يهدف إلى توعية المتمدرسين و إكسابهم المهارات و المعارف حول بيئتهم. و أضافت السيدة زرواطي تقول انه ومن هذا المنطلق جاءت مبادرة كل من وزارتي البيئة و التربية الوطنية -في إطار بروتوكول الاتفاق الموقع سنة 2002 بين القطاعين- بوضع برنامج خاص لإدراج مادة التربية البيئية في نظام التعليم الوطني. و بخصوص النوادي البيئية,أشارت الوزيرة انه تم إنشاء لحد الآن 10.962 نادي على مستوى المؤسسات التربوية عبر 48 ولاية ما سيسمح بإيصال هذه المفاهيم البيئية للمتمدرسين , مشيرة الى أن 2.500 نادي بيئي على مستوى كل ولايات الوطن استفاد من تجهيزات الاعلام الالي و معدات السمعي البصري. وأضافت الوزيرة انه يجرى العمل حاليا على اقتناء تجهيزات اخرى لدعم هذه النوادي في اطار عملية واسعة في البرنامج القطاعي للدولة بغلاف مالي يقدر ب 6ر1 مليار دينار. و في مضمون هذا البروتوكول الجديد تم منح أهمية خاصة لتكوين الأساتذة و المؤطرين لهذه النوادي البيئية. من جهتها ثمنت وزيرة التربية الوطنية السيد نورية بن غبريط هذه المبادرة , مؤكدة أن البروتوكول الموقع سيكرس حسبها روح التربية البيئة لدى التلاميذ و أن قطاعها لن يدخر أي جهد من اجل ترسيخ الثقافة البيئية لدى التلاميذ. وأشارت السيدة بن غبريط انه و بموجب هذا البرتوكول الجديد تم استحداث وسام *مدرستي المستدامة* بحيث يمنح هذا الوسام سنويا للمؤسسات التعليمية للأطوار الثلاثة الأكثر التزاما بالمشاريع المرتبطة بالتربية البيئية .