كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط عن مبادرة ستطلقها قريبا وزارتها بالتنسيق مع مركز البحث في الطاقات المتجددة، تهدف إلى تعزيز اهتمام الأطفال بالبيئة، وتشجيعهم على الحفاظ عليها. وأوضحت الوزيرة أمام 250 تلميذا من مختلف الأطوار (ابتدائي ومتوسط وثانوي) قدموا من ولايات الوطن ال 48 خلال ندوة نظمتها الإذاعة الوطنية بالتنسيق مع وزارتي التربية الوطنية والاتصال وجامعة هواري بومدين، أن المبادرة ترمي أيضا إلى تعريفهم عن قرب بما حققته الجزائر في مجال الطاقات المتجددة وكل ما يتعلق بحماية البيئة والمحيط ومواجهة انعكاسات الاحتباس الحراري على بلادهم. وأوضحت الوزيرة، في كلمة ألقتها في افتتاح أشغال الندوة التي احتضنها أمس المركز الثقافي للإذاعة الوطنية عيسى مسعودي، أن قطاعها معني، بصفة كبيرة، بمسألة الحفاظ على البيئة، خاصة أن نشر الوعي بالحفاظ عليها يتم داخل المؤسسات التعليمية؛ من خلال النوادي الخضراء التي دعت إلى تعزيزها وجعلها متواجدة بجميع المؤسسات التربوية. كما أكد، من جهته، وزير الاتصال حميد قرين الذي أشرف بمعية وزيرة التربية على افتتاح أشغال الندوة، على أهمية العمل التحسيسي والتوعوي الذي تضمنه وسائل الإعلام، خاصة العمومية، للحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، وذلك من خلال مختلف الأعمال الصحفية التي تُنشر وتُعرض في هذا المجال. وكانت ندوة "الطفل في مواجهة التغيير المناخي والتنمية المستدامة" التي حملت شعار "الطفل معني بصنع القرار من أجل مستقبل أفضل"، فرصة للتلاميذ المشاركين لمناقشة عدة محاور تتعلق بالتغيرات المناخية والتنمية المستدامة وتقديم اقتراحات وحلول سيتم تقديمها للقمة حول المناخ "كوب 21" بباريس، التي ستنعقد بداية من 30 ديسمبر المقبل. وأراد المنظمون للندوة من بينهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة في مجموعة من أساتذة جامعيين باحثين، أن تكون هذه المبادرة فضاء للأطفال للتعبير عن آرائهم وآمالهم وطموحاتهم في محيط بيئي سليم يحقق تنمية مستدامة وحياة أفضل. وأكد خبير في الطاقات المتجددة وعضو المكتب الأممي حول التطور المناخي بالجزائر في تدخله أمام الأطفال، أن الجزائر من البلدان المعرَّضة أكثر لانعكاسات التغيرات المناخية؛ كون مساحتها شاسعة بالرغم من أنها بلد غير ملوّث، وحصتها في نسبة الغازات الدافئة التي تنتجها، ضعيفة جدا، مشيرا إلى أن للجزائر برنامجا قويا في مجال الطاقات المتجددة، رُصدت له 06 مليارات أورو. وأضاف الخبير أن الجزائر التي رشحها لأن تصبح بعد سنوات بلدا مصدّرا للكهرباء نحو إفريقيا، أنجزت عدة مبادرات لمواجهة انعكاسات الاحتباس الحراري، تجعلها تتكيف مع الظاهرة، من بينها إنجاز السد الأخضر وحملات التشجير، بالإضافة إلى مشاريع تحلية مياه البحر، معتبرا هذه الأخيرة جزءا من الحلول لمواجهة التغيرات المناخية. وتميزت الندوة التي حضرها أطفال وأولياؤهم ورؤساء نواد خضراء تابعة لمدارس بالعاصمة، بتنظيم ثلاث ورشات، أعضاؤها أطفال أثبتوا من خلالها وعيا كبيرا بأهمية الحفاظ على المحيط والبيئة قبل أن تُستأنف الأشغال في جلسة علنية ويُفتح باب النقاش وتُطرح الأسئلة التي رد عليها الأطفال بكل جدارة. وتُوّجت الأشغال في الأخير بتوصيات تضمنت ضرورة تهيئة الحدائق والفضاءات الخضراء بغرس الشجيرات والأزهار، وتشديد الإجراءات الردعية على كل من يخالف القوانين البيئية كرمي الفضلات العشوائية، والاعتداء على الطبيعة بالإضافة إلى توصية تشجيع حملات التشجير واستغلال الطاقات المتجددة ورسكلة النفايات المنزلية. كما أوصت ندوة الأطفال البيئية بضرورة العودة إلى الزراعة الطبيعية التقليدية، وتدعيم المناهج المدرسية بأسس التنمية المستدامة، علما أن جملة التوصيات التي قرأها ثلاثة أطفال من الأطوار الثلاثة، حُررت باللغات الثلاث؛ العربية والفرنسية والإنجليزية.