أدى توغل في كيان اشرع إليه الخراب وإذا ذاق منه آدمي تسيطر عليه حلاوة الانغماس وطلاوة الاسترسال في التميع وادا استوطن في الدول فأقم عليها مأتما وعويلا.. انه الفساد الذي أضحت الدول تحاربه بكل الوسائل لا فرق بينه وبين الإرهاب لأن الشرور لا مجال فيها للمقارنة.. الجزائر لا تستحدث لنفسها الاستثناء عن القاعدة العامة. فالفساد عشش وباض وأفرخ فيها حتى زكمت رائحته الأنوف وطفحت ملفات إلى العلن كنا لا نسمع بها بتاتا اللهم ما كانت تتداوله وسائل من الإعلام الخارجي.. هده الملفات عجلت في قبضة مطالب الحراك المشدد على وجوب محاسبة الفاسدين والمفسدين الدين جعلوا من المال العام "ضيعة" يأكلون منها كيفما شاءوا ومتى أرادوا. فلا يمكن والحال كداك أن تظل الملفات الكبرى للفساد الاقتصادي حبيسة الأدراج لان القضية قضية مصداقية وطن وأجهزته المحاربة للداء العقام الذي لا شفاء منه ألا بالمساهمة الجماعية والالتفاف حول مشار طويل وطويل لاجتثاث الجرثومة الخبيثة من حنايا البلاد.. "سوناطراك، البوشي، الخليفة" وقضايا أخرى يعلم الله ما تضمره من فضائح وشبكات متناسقة الغاية منها الإجرام الاقتصادي بمنظور قانون العقوبات الجزائري.. ومن ثمة وجب التشخيص للوصفة الرادعة حتى لا تركب صهوة الموجة وبسفينة مغايرة عبابها التستر والتلاعب لميلاد متجدد في معادلة التموقع.. لكن دوام الحال من المحال.