تنفس الجمهور الرياضي، الصعداء عقب تأهل المنتخب الوطني الجزائري إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا بالكامرون 2019، في وقت كان كابوس الإقصاء يقض مضاجعهم، بعد الخسارة من بنين، بهدف يتيم. ولا يختلف اثنان على أن الناخب الوطني، جمال بلماضي، بعث روحا جديدة في المحاربين، ودخل مباشرة في صلب الموضوع بإعادة البناء بالتي هي أحسن، في وقت كان صاحب "الكعب الذهبي" يتحجج بعبارته الشهيرة "لقد ورثت منتخبا منهارا ..أصبروا علينا وشجعونا". لم يكن أمام اللاعب السابق لأولمبيك مارسيليا، متسعا من الوقت لمعالجة الأخطاء دفعة واحدة وقطع الأعشاب الضارة بالمنتخب، غير أن لمسته بدأت تظهر، من خلال الأداء المقبول الذي أبان عنه أشباله أمام المنتخب الطوغولي، بإعطاء الفرصة للاعبين جدد ووضع آخرين في دكة البدلاء. ويبدو أن لقاء أمس الأحد الذي جمع بين المحاربين والصقور، وضع بعض اللاعبين تحت الأنظار، على غرار يوسف بلايلي الذي قد يُنسي عشاق في مهاجم بورتو البرتغالي ياسين براهيمي، كيف لا وأن ابن "الباهية" أعطى الحيوية اللازمة للخط الأمامي، والتزم بتوصيات المدرب جمال بلماضي، فوق المستطيل الأخضر، عكس الأسمر الذي عادة ما كان يخرج عن القاعدة بإكثاره من المراوغات واللعب بطريقة عرضية. ويسير بغداد بونجاح خريج مدرسة غرب رائد وهران، بخطى ثابتة نحو تسيده عرش هدافي الخضر، إذ وخلال كل لقاء يترك بصمته، سواء بأهداف موقعة أو بتمريرات، الأمر الذي قد ينهي الحكاية الجميلة لإسلام سليماني، مع المنتخب الجزائري، على الرغم من أن جمال بلماضي، قد يحتاج إلى خبرته خلال "كان" الكامرون، في ظل معاناة مهاجم نوثينغهام فورست، هلال العربي سوداني، من الإصابة. تكاسل بعض اللاعبين، فتح المجال لتألق بعض الأسماء، على غرار يوسف عطال الذي بات إحدى القطع الأساسية في صفوف المنتخب، حيث أبان خريج مدرسة نادي بارادو عن قدرات دفاعية وقوة هجومية هائلة، وهو صاحب الهدف الثاني في مرمى طوغو، بينما يكتفي عيسى ماندي بالدفاع وأحيانا يقع في أخطاء ساذجة. ويرى البعض أن استدعاء المدافع المحوري جمال بن العمري، أتى متأخرا، وكان على المدربين السابقين أن يستغلوا قدراته، ومع ذلك لم يفوت الفرصة وفاجأ الجميع بأدائه المميز وطريقة دفاعه التي قد تنهي مشكلة محور الدفاع الذي يعتبر الحلقة الأضعف في المنتخب الجزائري. الآن، وبعد أن حجز المنتخب الجزائري، مقعدا مع كبار القارة السمراء في العرس الكروي الأفريقي الذي ستحتضنه الكامرون الصيف المقبل، فإن عشاق المستديرة في الجزائر، يتمنون ألا يكون هذا التأهل، الشجرة التي تغطي غابة الفساد الذي لا يزال ينخر جسد الكرة الجزائرية، وأن يتركوا جمال بلماضي يواصل سياسة التشبيب ومنح الفرصة لمن يستحقها، سواء للاعب المحلي أو المغترب.