عرف سد مرجة سيدي عابد أقصى شرق وادي ارهيو ثالث سد بولاية غليزان ارتفاع في نسبة التوحل في السنوات الماضية الأمر الذي جعله يفقد موارده المائية و ثروته السمكية و تقلص طاقته الاستعابية و المقدرة ب 58 مليون متر مكعب منذ إنشائه سنة 1984 بعد أن كان يشكل مصدرا مهما لري محيط الشلف الأسفل و تزويد بعض الولايات الغربية بالماء الشروب و من بينها وهران ليتحول من سطح مائي الناتج عن هطول الأمطار ملطفا للجو و مقصدا لأنواع عديدة من الطيور يقع على ضفة الطريق السيار شرق-غرب إلى يابسة تكسوها حشائش و أشجار في غضون سنوات بسبب تراكم الطمي جراء التوحل الذي يهدد الثروة المائية و السمكية و الطاقة التخزينية للسدود نتيجة تذبذب الأمطار و الجفاف و زيادة معدل التبخر مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف و استمرار الحرارة المرتفعة إلى غاية نهاية شهر أكتوبر بهذه المنطقة الحارة مياه المرجة كانت تُمون عدة ولايات بمياه الشرب و منها وهران و غليزان كما أدى اهتراء و تآكل القناة المتواجدة على مستوى محطة الهواورة ببلدية بوقادير و المخصصة لتحويل المياه من وادي الشلف و تخزينها بهذا السد المائي من أجل الاستفادة منها في أغراض الري الزراعي إلى تعطل مسار القناة بطول 18 كلم بالإضافة إلى زيادة مستوى الأوحال بهذه المنشأة عند هطول الأمطار الغزيرة التي تجرف معها الأتربة الى السد عبر وادي الشلف متسببة في توحل المنشأة المائية ما منع تصريف مياه الأمطار و السيول من الواد المذكور الى هذا الحاجز المائي الذي انخفضت مياهه التي وصلت حدود 500 ألف متر مكعب قبل فترة قصيرة الى أن جفت نهائيا و مر على جفافها حوالي 3 سنوات تعطل قناة بطول 18 كلم تنقل مياه الأمطار من وادي شلف إلى المرجة و في إطار الحفاظ على هذا المسطح المائي و استعادة طاقته التخزينية لضمان أكبر مخزون من المياه و بلوغ حجم 48 مليون متر مكعب حسب مسؤولي قطاع الموارد المائية ، تم البدء في أشغال مشروع لتنقية حوض سد مرجة سيدي عابد من خلال إزالة 5 ملايين متر مكعب من الطمي مما يتيح بعد 28 شهرا من الأشغال من استئناف تحويل المياه عبر القناة و تحسين تدفق المياه للرفع من مستوى طاقته التخزينية و من ثم توفير احتياجاته من الزراعة بالمنطقة بالدرجة الأولى و تجديد مصادرها التي تعتمد على المياه السطحية أو مياه الأمطار و دعم مصادر المياه للشرب عند الحاجة بعد انقطاع و توقف الضخ إلى هذا السد خلال السنوات الماضية ما جعل المزارعين يلجؤون للحصول على المياه من مصادر السقي الأخرى و كذا لتخفيف الضغط على سد قرقار الذي يستغلون حصصا من مياهه حاليا في ري محاصيل القمح و الشعير و البقوليات بالمناطق الشرقية للولاية على غرار وادي ارهيو ، واريزان و جديوية او اعتماد طرق الري الحديثة بالنسبة للأشجار المثمرة و بعض الخضار خصوصا مع تأخر تساقط الأمطار و الذي يؤثر حتما على الإنتاج الفلاحي . مياه السد كانت تسقي مساحات كبرى من القمح و الأشجار المثمرة و قد برمج للمشروع الذي خصص له غلاف مالي بقيمة 1.8 مليار دج و الذي تشرف عليها الوكالة الوطنية للسدود و التحويلات الكبرى ، نزع حجم 500 ألف متر مكعب من الأوحال عن طريق الأشغال الميكانيكية التي انطلقت أواخر الثلاثي الأول من السنة الجارية ضمن مرحلته الأولى التي بلغت لحد الآن ازالة نحو 250 ألف متر مكعب من الأوحال و 520 ألف متر مكعب من الأعشاب ، بينما سوف تنطلق قريبا الأشغال المتعلقة بازالة 4.5 مليون متر مكعب من الطمي بالتجهيزات الصناعية حيث تساهم في تقليص نسبة الأوحال فضلا عن صيانة القناة المتآكلة و ازالة الأتربة ضمن أشغال المشروع التي أسندت لمؤسستين احداهما عمومية و الثانية خاصة بعد ان تم تجميد المشروع لإزالة نفس الحجم من الأوحال و فسخ عقد مع شركة أجنبية خلال الخمس سنوات الاخيرة لاعادة احياء هذا السد من خلال تخزين مياه الأمطار و استغلالها لتلك الأغراض في غضون سنة 2021 في ظل تزايد الاحتياجات المائية لسقي المساحات المزروعة بالمحاصيل الكبرى و الأشجار المثمرة و الخضروات منها الزيتون و الحمضيات و القرنون على نحو 7200 هكتار مساحة مجهزة . مشكل التوحل يمس معظم سدود الولاية الى جانب تنمية الثروة السمكية من خلال الصيد و اطلاق عمليات الاستزراع السمكي في هذا السد بعد نفوق أعداد هائلة من الأسماك مثل الشبوط و التي كانت تشكل مصدر رزق للعديد من سكان المنطقة كما كان يعرف اقبالا لافتا لهواة الصيد . و تجدر الاشارة الى أن القدرة الاستيعابية الاجمالية الحالية لسدود الولاية تصل الى 561 مليون م 3 و سد قرقار الذي يعد من أكبر سدود الجزائر بطاقة تخزينية أولية كانت تقدر ب 450 مليون م 3 تقلصت سعته الى 358 مليون م 3 هو الآخر بفعل ارتفاع نسبة التوحل ، في حين أن سد السعادة بسيدي امحمد بن عودة انخفضت من 225 مليوم م3 الى 153 مليون م 3 لنفس الأسباب و هما من أهم مصادر مياه الشرب بالولاية و كميات المياه المحتجزة فيهما تسمح بتأمين الاحتياجات على مستوى تموين بلديات عديدة بالمياه الصالحة للشرب و كذا تخصيصها لري المحيطين المسقيين مينا و الشلف السفلي.