تتألق الفنانة الجزائرية نسرين بلحاج في كل مرة بعرضها المونودرامي" طيّوشة"، الذي يلهم الجمهور في كل مرة على مدار ساعة من الزمن ، وهو عرض يصنف ضمن الكوميديا السوداء، كما يعد من أصعب العروض لأن نسرين اعتمدت فيه على آلام الشعب ضمن قالب كوميدي، وطرحت من خلاله العديد من القضايا التي قد تعتبر من الخطوط الحمراء،.. قضايا الحيز العام و القضايا الاجتماعية، والسياسية التي تعيشها الجزائر.. مما أعطى أبعادا جديدة وجعل الفن أقرب لمنبعه أي المجتمع، و الحيز السياسي و الإنساني. يرتكز عرض " طيوشة " على فكرة بسيطة ، تم تحويلها إلى عرض فني متميز، جعل الجمهور يتفاعل معه، تارة يضحك و تارة أخرى يبكي. ، وفيما يخص الحيثيات فقد تناولت نسرين في عرضها قضية إمرة متشردة اسمها طيوشة، وجسدت معاناتها في توفير مأوى و لقمة العيش، ومن خلال رحلتها تسرد قصصا و حكايات اجتماعية وسياسية بشكل هزلي وكوميدي . تألقت الممثلة نسرين فوق خشبة المسرح، بأدائها و استغلالها لجميع الأماكن، بسينوغرافيا متناسقة مع العرض، من أضواء و موسيقى، و تأثيث، و تغيير الملابس والألوان، كان موازيا للأضواء و الموسيق، كما أن اللغة التي استعملتها كانت واضحة و مفهومة، إذ تعتبر اللغة الثالثة على المسرح الأكثر تقبلا للمتلقي. و أيضا استحضرت عدة شخصيات ، فقلدت أصوات تلك الشخصيات بحرفة عالية، وتقنية ممتازة . الفنانة " نسرين بلحاج " ولدت لأجل المسرح، بأدائها الرائع الذي ترك بصمة لدى الجمهور ، خاصة حين لامست أهم قضية يعيشها الشعب الجزائري، و هي الحراك، فاختتمت عرضها بأغنية " سولكينغ " الحرية،مع ارتدائها للعلم الجزائري.