احتضن ظهيرة أمس مقر جريدة "الجمهورية"، تأبينية تخليدا لروح الفقيد محمد شرفاوي، الذي وافته المنية في أوت من السنة الماضية، بحضور عائلته وأقاربه وجمع من المدعوين والضيوف. وكانت هذه التأبينية التي نشطتها الفنانة فضيلة حشماوي والناشطة بجمعية القارئ الصغير جميلة حميتو، وابنة الفقيد عائشة شرفاوي، فرصة للحديث عن المسار الثوري للمجاهد، ونضاله من أجل الوطن، لاسيما بعد الاستقلال، حيث أكد المتدخلون في هذا اللقاء التكريمي، بأن الراحل، ساهم كثيرا في توظيف الشباب الجامعي، وعمل على اختيار أصحاب الكفاءات، وحاملي الشهادات، كما أنه ساهم في تشييد وافتتاح العديد من مدارس ومعاهد الصيد البحري، لاسيما في مستغانم و بني صاف بعين تموشنت، موضحين أن محمد شرفاوي، الذي كان ينشط بقوة في متحف الذاكرة بوهران، ويستقبل الطلبة والزوار ويشرح لهم، بإسهاب نضالات مجاهدينا و كفاح شهدائنا المرير في سبيل الحرية و الانعتاق و الاستقلال عن المستدمر الفرنسي. هذه التأبينية التي حضرت فيها زوجته، كانت مناسبة لاستعراض أهم وتذكير الحاضرين، بمساره الثوري، رفقة شقيقه الشهيد علي شرفاوي، ومزاجه المفعم بالوطنية، وحب النضال والكفاح، دون أن ننسى تكوينه السياسي العالي، وقدرته على استشراف المستقبل، حيث من جملة ما كان يؤكده في جميع لقاءاته ومحاضراته التي نشطها، في منتدى "الجمهورية"، أو حتى في " كراسك" وهران، ومختلف المنتديات والتظاهرات الفكرية، أن الجزائر ستقف وستعود قوية بفضل أبنائها وشبابها، مبرزين في نفس السياق، أنه كان صارما وكاريزماتيا وشخصية قوية، تدافع دائما عن المظلوم، حتى أن فضيلة حشماوي، وصفته في منشور مباشرة بعد وفاته بأنه كان رجل القضايا العادلة والملتزمة، دون أن ننسى مداخلة تولة ناصر، الذي أثنى كثيرا على المرحوم شرفاوي محمد، الذي قال عنه إنه كان موسوعة حقيقية، ويعرف الكثير من المعلومات والأسرار، عن وهران ورجالها الأفذاذ، كما أنه كان متواضعا وهادئا ويستمع للجميع، ويقدر كثيرا الشباب ويزرع فيهم دائما الأمل وعدم اليأس والقنوط، كما تحدث الدكتور يوسف أحد أقرباء المرحوم، عن هذا المجاهد والمناضل، بإسهاب، مؤكدا أنه كان يمقت الاستعمار وله صفات وجينات شقيقه الشهيد علي شرفاوي.