ردا على خطة ترامب المشؤومة ل"السلام" .. عباس يعلن قطع كل العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية، ويلغي ضمنيا جميع بنود اتفاقية أوسلو وبالخصوص التنسيق الأمني و يحمل الكيان الصهيوني مسؤولية ما يحدث في فلسطين بصفته سلطة احتلال، و العرب يباركون قرار رئيس السلطة الفلسطينية ويؤكدون بدورهم رفض صفقة أو صفاقة القرن من خلال بيان ختامي للاجتماع الطارئ للجامعة العربية المنعقد بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية . قرارات جريئة بلغة تقطر مفرداتها تحديا وكفاحا ونضالا ومستوعبة لخطورة الوضع على القضية الفلسطينية، لكن هل سنبقى نناضل بألسنتنا ونخزن أسلحتنا إلى أن يشبع منها الصدأ؟، هل حقا قرار الجامعة العربية الأخير موسوم بالإجماع مادام 3 سفراء لدول عربية كانوا ضمن المصفقين في مأدبة تقسيم فلسطين بخنجر ترامب المسموم؟، هل البيت الفلسطيني على قلب رجل واحد ما دام في غزة سلطة وأخرى في الضفة يتصارعان على وهم السلطة ؟، وهل العالم العربي اليوم مستعد لتقديم الغالي والنفيس نصرة للقدس وبعض عروشه مرهون قرارها بالكامل لساكن البيت الأبيض، بل منها من يهرول تزلفا و تملقا لنتنياهو و أشقائه الصهاينة ؟. إن قرار عباس و بالرغم من تأخر إعلانه وتنفيذه بسنوات طويلة إلا أنه يعد أسيسة متينة للم شمل الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله وأطيافه على برنامج مقاومة واحدة و موحدة و إن تعددت ألوانها وجبهاتها فالمقاومة المسلحة لا تنفي المقاومة الدبلوماسية في المحافل العالمية ولا تلغي المقاومة القانونية ولا الفنية و لا الانتفاضة الشعبية، والأهم من ذلك أن يعرف الفلسطينيون أن قضيتهم ورغم أبعادها العربية و الإسلامية المتجذرة إلا أنها بحقائق التاريخ ومعطيات الجغرافيا هي قضية فلسطينية قبل كل شيء و " ما حك جلدك مثل ظفرك..فتول أنت جميع أمرك " خاصة في ظل التخاذل والهوان بل والخيانة والتواطؤ من بعض المتاجرين السياسيين بالحق الفلسطيني لعقود طويلة .