يعاني سكان دوار باورياش الواقع ببلدية بريرة من عدة مشاكل عويصة أثقلت كاهلهم وحولت يومياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق ، بسبب غياب أدنى مظاهر التنمية دون أن تتمكن السلطات المحلية من تحسين أوضاعهم التي تزداد يوما بعد يوما تعقيدا، حيث أن العائلات القاطنة بهذه القرية التي تعتبر من أكبر القرى المتواجدة بإقليم بريرة ذات الكثافة السكانية الكبيرة تقدر بأزيد من 1500 نسمة ، أبدوا امتعاضهم جراء اهتراء شبكة الطرقات، غياب الغاز والماء، إلى جانب غياب التغطية الصحية وانعدام المرافق الشبانية الرياضية . إهتراء كلي للطريق الرابط بين بومزال وباورياش يشتكي قاطنو قرية باورياش التي تبعد عن مقر بلدية بريرة بأزيد من 15 كلم من اهتراء الطرقات المؤدية إليها، حيث أبدى هؤلاء تذمرهم الشديد من هذا الوضع المأساوي الذي يتخبطون فيه، كما استغربوا من سياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة في حق قريتهم، فهم يعانون من انعدام تهيئة الطرقات التي تعرف انتشارا كبيرا للحفر و المطبات، ما يصعب على أصحاب السيارات المرور إلى بيوتهم خلال هطول الأمطار، أما خلال فصل الصيف فيرافق الغبار السكان في كل تنقلاتهم ، هذه المسالك التي لم تشهد أي عملية تزفيت حسب السكان جعلت القرية في عزلة تامة عن القرى المجاورة لها، فوضعية الطرق المتدهورة خلفت مشاكل عديدة للعائلات المقيمة بها، فرغم الشكاوى العديدة لإعادة تهيئتها يقول السكان إلا أن السلطات وعلى رأسها المجلس الشعبي السابق قام بتهيئة نصف الطريق وترك الشطر الثاني على حاله ، حيث شملت التهيئة منطقة بومزال انطلاقا من بلدية بريرة ، أما المسافة التي تقدر ب 10 كلم والتي تربط منطقة بومزال باورياش استثنتها الأشغال ، فسياسة الإقصاء حسبهم دفعتهم إلى غلق بلدية بريرة مؤخرا ، بسلاسل لمدة فاقت الأسبوع ، مطالبين بزيارة والي ولاية الشلف شخصيا ، للوقوف على حجم المعاناة التي يستيقظ عليها السكان يوميا . الحطب بديل الغاز وقد واصل السكان سرد معاناتهم مع مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي غياب شبكة الغاز الطبيعي، أين أعرب القاطنون عن استيائهم الشديد بسبب انعدام هذه الطاقة الحيوية الضرورية خاصة في قريتهم الجبلية والمعروفة بولاية الشلف بشدة برودتها ، مبدين استغرابهم من إقصاء السلطات لمشروع ربطهم بهذه الشبكة، بالمقابل استفادت قرى مجاورة لهم من المشروع ، حيث أكد القاطنون أن معاناتهم فاقت الحدود، خاصة خلال فصل الشتاء أين تشتد البرودة، حيث يضطر هؤلاء إلى التنقل اليومي لجلب قارورات غاز البوتان إلى المناطق أو حتى البلديات المجاورة من أجل جلبها، كما أن أسعارها، يضيف هؤلاء، تخضع للمضاربة خلال الشتاء، الأمر الذي أثقل كاهل العائلات، و أكثرهم من ذوي الدخل الضعيف أو حتى المنعدم ، فأثناء تجولنا في القرية التقينا بالحاجة " فاطمة " تحتطب من الجبال المجاورة للقرية ، هي الأخرى وصفت لنا بحرقة وألم حجم المعاناة التي يتجرعونها في سبيل تحضير الطعام أو تشغيل الموقد ، آملة بالتدخل العاجل لاحتواء الوضع الذي أصبح حسبها لا يطاق. أطفال يخاطرون بحياتهم من أجل جرعة ماء وحسب ما رصدته جريدة الجمهورية، فإن انعدام المياه ، أجبر السكان و خاصة الأطفال منهم والشيوخ إلى الخروج في رحلة محفوفة بالمخاطر ، في سبيل الظفر بجرعة ماء ، حيث يعتمدون في ذلك على الدواب لجلب المياه من بئر وحيد بالقرية والذي يبعد هو الأخر مسافة 4 كلم ، يتوسط الجبال والمنحدرات الوعرة ، فهذا البئر شيد في الأصل للحيوانات وليس للإنسان ، ولكن وفي ظل أزمة العطش التي يعانون منها منذ سنوات طويلة ، لجؤوا إلى الدواب والحمير قصد حمل الدلاء وجلب المياه من البئر ، الذي تحول إلى عناء كبير يضاف إلى عناء الأطفال والشيوخ ، الذين يسيرون لمسافات طويلة لهذا الغرض ، فحسب شهادة أهل القرية فإن طريق هذا البئر صعب و محفوف بالمخاطر التي تتربص بالأطفال والشيوخ ، وهذا بسبب عزلته وبعده عن القرية ، بحيث كثيرا ما تعرضوا للاعتداءات من طرف قطاع الطرق والذي يتربصون بالمارة ، وعليه يطالب هؤلاء السكان من السلطات المحلية و الولائية بضرورة التدخل العاجل قصد وضع حد للظاهرة ، وجفاف حنفياتهم بما ينهي معاناتهم المستمرة منذ سنوات . السكان ينتظرون فتح قاعة العلاج لا تزال قاعة العلاج مغلقة ، بالرغم من تشيدها سنة 2016 وتزويدها بالأجهزة والعتاد اللازم والكافي حسب السكان ، فبعدما استبشروا خيرا ببناء مستوصف جديد بقريتهم النائية والمعزولة ، ها هو الحلم يتبخر و هو الأمر الذي طرح عديد التساؤلات حول السبب الرئيسي وراء هذا التأخير ، كون القاعة تم تجهيزها بكل المتطلبات ، فغياب التكفل الطبي دفع بالكثير من المرضى إلى التنقل إلى غاية بني حواء أو مدينة تنس ، لتلقي العلاج متحملين بذلك النفقات والأتعاب ، فالمتضرر الكبير من هذه الحالة هم النساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة خاصة مرضى القصور الكلوي ، الذين يحتاجون إلى رعاية صحية مكثفة و دورية ، فتضميد جرح بسيط يكلف هؤلاء دفع كلفة كراء سيارة ، في ظل أزمة النقل في المنطقة الريفية ، وعليه يطالب السكان بالتعجيل في فتح قاعة العلاج عوض التنقل وقطع عشرات الكيلومترات من أجل هدف بسيط في نظر المريض. ما مصير مشروع الملعب الجواري؟ أضحى مطلب توفير ملعب جواري و إنجار أماكن للعب الأطفال من بين الأمور المستحيل تحقيقها و التي يراها سكان قرية باورياش بعيدة المنال ، حيث أكد الشباب أن هذه الأخيرة تفتقر للمرافق الترفيهية سواء الرياضية أو الثقافية، وهو ما جعل معظمهم يتذمرون من الوضعية التي يعيش فيها أبناؤهم الذين لا يجدون أماكن للعب على غرار المناطق الأخرى التي توفر للسكان مناطق ترفيهية و ملاعب جوارية، حيث طالب شباب الحي من السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية الشباب والرياضة أن تنجز الملعب الذي خصص له مبلغ مالي هام ، والذي انطلقت الأشغال به سنة 2012 و لكنها توقفت و لم تتعدى نسبتها 5 بالمائة فقط حيث انطلقت في مكان لا يصلح لأن يكون ملعبا ، وهذا بسبب موقعها البعيد عن السكنات و توسطه لأعلى قمة في القرية ، فشباب هذه القرية لم يجدوا أي مكان يقضون فيه أوقات فراغهم ، فلا ملعب ولا بيت شباب ولا حتى مقهى يوجد بالقرية ، يمكنهم من الخروج من العزلة وكسير الروتين اليومي الذي يعيشونه يوميا، فالمتنفس الوحيد هو الشارع والأرصفة ، وعليه يطالب هؤلاء الشباب تدخل السلطات الولائية وإيفاد لجنة تحقق في ملف الملعب و وجهة الأموال التي رصدت. مشاريع قيد الدراسة بالبلدية من جهته رئيس بلدية بريرية السيد " أحمد عطاف " أقر بحقيقة الوضعية المزرية والمعاناة التي يتخبط فيها سكان قرية باورياش ، وأن احتجاجهم هذا قد سبقه احتجاجات سابقة السنة الماضية ولنفس المطالب ، مؤكدا بأن مصالحه كانت قد أعدت دراسة تقنية خاصة بالطريق على مسافة 10 كلم ، وأنه و بعد الانتهاء من الدراسة ، تم إرسال البطاقة التقنية للولاية من أجل تخصيص الغلاف المالي للبدء في هذا المشروع ، هذا وعن قاعة العلاج المغلقة ، أكد أنه تنقل شخصيا لمعاينة هذه القاعة التي حسبهم مجهزة بكامل العتاد اللازم ولكن مشكل غياب السكن الوظيفي هو الذي حال دون فتح هذه القاعة ، وأنه قد أبلغ الجهات الوصية بهذا المشكل ، على أن يتم تداركه في الأيام القليلة القادمة .