تشهد قرية (بودشيشة) بكاب بتاورقة شرق بومرداس إقصاء وتهميش على طول الخط بسبب معاناتهم من انعدام أدنى مرافق الحياة الكريمة من ماء، غاز، وصولا إلى غياب تام للمشاريع التنموية في ظل الإقصاء المفروض عليهم من قبل السلطات المعنية، وتموقع القرية في منطقة جبلية زادها الأمر عزلة وشقاء. روبورتاج : ل. حمزة الزائر لقرية بودشيشة بتاورقة يلمح عند مدخلها الشرقي الحالة التي يتخبط فيها سكان المنطقة خاصة وأن المنطقة ريفية جبلية تنعدم فيها أدنى ضروريات الحياة الكريمة، سكان يعيشون على هامش الحياة ويصارعون من أجل الخروج من دائرة الفقر التي فرضتها عليهم الظروف والطبيعة المناخية وزادها الإهمال الحكومي بؤسا وشقاء، إلا أن سكان المنطقة لا يزالون يأملون في التفاتة جدية في المصالح الوصية التي شرعت مؤخرا في بعث الحياة من جديد في القرى المجاورة، في انتظار دورهم يقول السكان. اهتراء الطرقات وانجرافها مشكل دائم أول ما تلاحظه عند زيارتك لقرية بودشيشة، هو اهتراء الطرقات، حيث أنك ستجد صعوبة في التنقل بين أرجاءها، وأكد سكان المنطقة أن المشكل دائم، مشيرين أن الطريقة " الترقيعية" التي يتم بها تزفيت الطريق المؤدي إلى القرية حيث لم تلبس إلا قليلا وعادت إلى حالته الأولى وبمجرد سقوط أولى قطرات المطر تتحول إلى برك ومستنقعات مائية يستحيل العبور فيها إلا باستخدام الأحذية المطاطية، أما صيفا فإن الغبار المتطاير هو الموقف ما يعرض العديد من السكان خاصة الأطفال والمسنين إلى أمراض خطيرة، مضيفا أنهم رفعوا في العديد من المرات شكاويهم إلى سلطاتهم قصد التدخل لبرمجة مشروع صيانة الطرقات غير أنه لا حياة لمن تنادي، وعليه يأمل أن تتدخل السلطات المعنية في القريب العاجل لبرمجة مشروع تهيئة طرقات القرية في القريب العاجل. ماء غائب وعذاب يومي وراء قارورات غاز البوتان من جهة أخرى، يشتكي سكان قرية بودشيشة بتاورقة إنعدام الغاز الطبيعي، حيث لا يزال سكان المنطقة يستعملون قراروات غاز البوتان ويتكبدون عناء اقتنائها، ما جعل يومياتهم تنصب الجري وراء قارورات غاز البوتان لما لهذه المادة أهمية في الحياة اليومية، في حين البعض الآخر خاصة ذوي الدخل المتوسط يلجأون إلى الحطب لاستعماله للطهي والتدفئة في فصل الشتاء بالنظر إلى البرودة الشديدة التي تميز القرية في فصل الشتاء، وأوضح السكان أن البلدية استفادت من مشروع ربطها بشبكة الغاز الطبيعي وبعض القرى المجاورة، آملين أن لا يبقى المشروع حبيس أدراج المسؤولين وان يلتفتوا إلى قريتهم ويدرجوها ضمن القرى المبرمجة في المشروف، وتحقيق حلمهم في التزود بالغاز الطبيعي الذي راودهم منذ زمن، ويشتكي سكان القرية أيضا من غياب الماء عن حنفياتهم التي تجف طيلة أيام الأسبوع إن لم نقل الأشهر وهو ما يتحتم عليهم قطع مسافات طويلة من اجل جلبه من مختلف الآبار في البلديات المجاورة، وتزيد معاناتهم أكثر في فصل الصيف الذي هو على الأبواب أين يكثر الاستعمال لهذه المادة بالنظر إلى الحرارة الكبيرة التي تميز الفصل. انعدام الإنارة واستفحال الاعتداءات و السرقات مشاكل سكان القرية لا تعد ولا تحصى، فبالإضافة إلى النقائص المذكورة أعلاه، يشتكي سكان قرية "بودشيشة" من تعطل العديد من مصابيح الإنارة العمومية على مستوى بعض أنحاء القرية ما جعل حياتهم ظلام في ظلام بمجرد سقوط أولى خيوط الليل أين نجم عن هذه الوضعية انتشار حالات السرقة والاعتداءات في ظل اغتنام اللصوص الفرصة فيقومون بسرقة أمن وأملاك السكان. وكثيرا ما سمعنا السرقات التي تحدث بالمنطقة خاصة وأن القرية ذات طابع ريفي ومعظم سكانها يتقوتون من تربية المواشي والأبقار أين تتعرض هذه الأخيرة في كثير من المرات إلى السرقة، وعليه يناشد سكان القرية من المسؤول الأول التدخل العاجل من اجل تعميم الإنارة بالقرية وبالتالي تفادي حوادث السرقة والاعتداءات التي يتفنن في القيام بها الشباب البطال للحصول على قوتهم اليومي. معاناة الشباب متواصلة من جهة أخرى، لم يفوت شباب القرية فرصة تواجدنا لطرح انشغالاتهم في ظل انعدام المرافق الترفيهية والرياضية التي من شأنها أن تمتص حياة الروتين التي ألفها الشاب بهذه القرية، مؤكدين أن القرية تفتقر لملعب جواري أو دار شباب ما جعلهم ينتقلون إلى وسط المدينة التي هي الأخرى تشكو نقائص في هذا المجال، و عليه يناشد شباب القرية من المسؤول الأول التدخل العاجل من أجل تخصيص مساحة لإنجاز فيها مرافق رياضية من ملعب جواري أو دار للشباب أو قاعة متعددة الرياضات التي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم.