يشتكي سكان قرية “شيشاط” الواقعة على بعد نحو 05 كلم شرق ولاية قالمة و التابعة إداريا لبلدية بوشقوف ،من عدة مشاكل لخصها الأهالي في أن قريتهم تعاني الحقرة والتهميش من طرف السلطات المحلية رغم أنها ضحت إبان ثورة التحرير ب 19 شهيدا من أبنائها. بعد تنقلنا الى قرية شيشاط في يوم صيفي حار بلغت فيه درجات الحرارة مستوى قياسيا وصلت إلى 43 درجة مئوية تحت الظل ، عبر طريق مملوء بالحفر والمنعرجات إلا أن جمال الطبيعة وبساتين الطماطم المترامية على امتداد الطريق وعمال منهمكون في جني المحصول رغم لفاحات الشمس إنسانا تعب الطريق ، وصلنا إلى القرية التي بدت خاوية على عروشها بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة ولم تقابلنا إلا بعض الدواب التي كانت تحمل الدلاء على ظهورها يجرها أطفال بعد أن قاموا بملئها من عين الخزنة أو عين السودة القريبة من المجمع السكاني شيشاط الذي يوجد به وعاء انتخابي لا يستهان به يقدر حسب السكان بأزيد من 400 صوت ،اقتربنا من هؤلاء الأطفال وعرفناهم بهويتنا قبل أن نسألهم عن مشاكل القرية فقال محدثونا أن معاناتهم تزداد حدة خلال فصل الصيف ،فحتى الحنفية القريبة منهم مياهها غير صالحة للشرب ، فيما تظل الحنفية التي أنجزت داخل القرية جافة رغم الأموال التي صرفت على عملية إنجازها منذ سنوات ، وأخبرنا الأهالي أن معاناتهم لا تتوقف مع مياه الشرب فقط ولا اهتراء الطريق الذي يربطهم بقرية الكرايمية وبالطريق الوطني رقم 20 ، بل أن مشاكلهم كثيرة وقديمة قدم هذه القرية فالإنارة العمومية منعدمة بالإضافة أيضا إلى غياب وسائل النقل مما يجعل القرية في عزلة تامة يضطر السكان إلى قطع مسافة 05 كلم مشيا على الأقدام ،حتى سيارات أصحاب الفرود يرفضون نقلهم بسبب تدهور حال الطريق وإن وافقوا على نقلهم فبأسعار باهظة ، كما اشتكى السكان من غياب التكفل الصحي بالقرية رغم وجود قاعة علاج ،ما يتطلب من السكان التوجه إلى مدينة بوشقوف حتى من أجل حقنة ،سكان دوار شيشاط يعيشون على تربية المواشي والزراعة لكن مشكل المياه حال دون استقرارهم بالمنطقة فالثروة الحيوانية هنا مهددة بالانقراض بسبب الجفاف ،اطفال القرية توقف أغلبهم عن الدراسة بسبب بعد المسافة وانعدام وسائل النقل ، فهم يستيقظون في ساعات مبكرة من النهار للرعي بالأغنام وكذا جلب الماء لعائلاتهم على ظهور الحمير ،وتعد مياه الحنفية العمومية “ عين الخزنة “ متنفسهم الوحيد خلال فصل الصيف و في ظل ارتفاع درجات الحرارة حيث يقومون بالسباحة في حوض لا تتجاوز مساحته المترين يحدث هذا في ظل انعدام أي وسيلة للتسلية أو حتى ملعب فمساحات الحصيدة هي ملعبهم، السكان طالبوا كل السلطات المعنية بإيجاد حل لمشاكلهم وبالأخص مشكل الماء الذي يبقى من أهم انشغالاتهم.