يعاني سكان قرية «القاعو» التابعة لبلدية أم لعظام جنوب ولاية الجلفة من عدم توفر مياه الشرب والغاز والكهرباء وضعف الخدمات الصحية والإدارية. قاعة العلاج لا توفر حتى أمصال اللسع العقربي بسبب انعدام الكهرباء لحفظها في الثلاجة. رغم أن المنطقة معروفة بكثرة لسعات العقارب وبعدها عن أقرب مستشفى ب 60 كيلومترا. زيادة على الغلق الدائم للفرع البلدي مما يضطر السكان للتوجه الى ام لعضام أو فيض البطمه لاستخراج وثائقهم. ناهيك عن اهتراء الطريق المؤدية اليها وعدم صلاحيتها لسير المركبات. وطالب سكان «القاعو» من مسؤولي البلدية والولاية أن يقفوا على حجم معاناتهم كغياب شبكة الغاز الطبيعي، حيث أعرب القاطنون عن استيائهم الشديد بسبب انعدام هذه الطاقة الحيوية الضرورية في الحياة، مبدين استغرابهم من إقصاء ربطهم بهذه الشبكة، بالمقابل استفادت قرى مجاورة لهم من المشروع. حيث يضطر هؤلاء إلى الجري اليومي وراء قارورات غاز البوتان بتنقلهم حتى إلى البلديات المجاورة من أجل جلبها، كما أن أسعارها، تخضع للمضاربة من طرف التجار الذين يغتنمون فرصة الحاجة الماسة لهذه المادة للرفع من سعرها، حيث يصل سعر القارورة الواحدة في فصل الشتاء إلى 500 دينار، الأمر الذي أثقل كاهل العائلات خاصة ذوي الدخل الضعيف الذين يدفعون فاتورة باهضة باعتبار أن سعرها لا يتناسب مع القدرة الشرائية، ما يضطرهم إلى إتباع الطرق البدائية وهي جلب الحطب من الغابات المجاورة لقريتهم لاستعماله للطبخ والتدفئة في الأيام الباردة. ويناشد سكان القرية السلطات المحلية التدخل العاجل لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنين طوال، في ظل معاناتهم مع مشكلة نقص التزود بالماء الشروب. وحسب ما رصدته جريدة «الشعب»، فإن نقص المياه يلازم يوميات السكان بالرغم من وجود بئر بالقرية، لكنها ظلّت على حالها بدون مضخة منذ أكثر من سنوات. وتشهد القرية نقصا فادحا في التزود بالماء الشروب خاصة في فصل الحر، أين يكثر استعمال هذه المادة الحيوية. وفي هذا الصدد، صرّح أحد القاطنين أن انقطاع الماء غالبا ما يستمر أسابيع، الأمر الذي جعل جلب الماء الشروب أو شراء قارورات المياه المعدنية ضروريا ولا بديل عنه، مضيفا أن هذا الواقع المزري أصبح لا يطاق وأرهق السكان الذين يعيشون حياة أقل ما يقال عنها صعبة الأمر الذي يؤدي بالقاطنين بمن فيهم الأطفال إلى جلبها من المناطق المجاورة مشيا على الأقدام، إلا أنها لا تكفي لتلبية حاجياتهم اليومية، في حين يلجأ البعض الآخر منهم لشراء صهاريج مائية بأثمان تصل إلى 600 دينار للصهريج الواحد. كما أكد القاطنون أن مشاكلهم لم تنته عند هذا الحد لتتفاقم عند انعدام شبكة صرف المياه القذرة التي تعتبر من أبرز وأهم المشاكل التي يعانون، الأمر الذي أدى بهم إلى إنجاز مطامر واستعمال طرق بدائية عن طريق البالوعات التقليدية التي بدورها تسببت في التسربات في مختلف أرجاء القرية والطرقات، ما يؤدي الى انتشار الروائح الكريهة والحشرات. وطرح شباب المنطقة نقص الهياكل الترفيهية والثقافية والرياضية على غرار دار للشباب، ملاعب كرة القدم وغيرها من الفضاءات، فالبعض منهم يضطر للانتقال إلى مقر البلدية للالتحاق بدار الشباب وآخرون يذهبون إلى المناطق المجاورة لقضاء أوقات فراغهم.