محمد بوبالة ينزل من سيارة العمل ، يسلم المفاتيح بأمانة لخليفته و يمتطي حياة التقاعد بنفس الابتسامة و الهدوء المرسوم على محياه طيلة عقود من الزمن في جريدة الجمهورية . في احتفالية بسيطة و أخوية كبساطة و تواضع محمد بوبالة أبت " الجمهورية " إلا أن تكرم ابنها البار الذي خدمها بتفان و إتقان فقد ساعد الصحفيين خلف مقود سيارته يشق بهم الطرقات للوصول إلى مصادر الأخبار و التحقيقات في وهران و بقية ربوع الوطن و الأمر سيان بالنسبة لموظفي الإدارة و عمال القسم التقني فلكل واحد قصة و حكاية مع السائق الذي أحبه الجميع لهدوئه وتعاونه فبالإضافة لكونه سائق فهو ميكانيكي متمرس يعرف أمراض المركبات و كيفية علاجها . بوبالة و هو يغادر عتبة مقر الجريدة و كأي محب و وفي أوصى زملاءه و أصدقاءه بضرورة المحافظة على هذا الإرث الإعلامي المجيد تاركا كلمته الخالدة " شتشي " فمع ألف سلامة أيها الرجل الطيب .