ولأنها أمي كانت تمتلك مفاتيح الغيم تدخر لنا كل أمطار السكينة تترك أثر أصابعها على المساءات فتزهو صباحاتنا بعنبر الضحكات ولأنها أمي تكتب لنا طلاسم بزعفران قلبها تعلق أحلامنا على جبين النخيل تعلمنا أن الملح هو ذهب الأصدقاء وفضة النبلاء وأن السنابل أصلها أغنيات خرجت من أضلع الفقراء وصوت المآذن يوازي هديل الحمام ولأنها أمي كانت تعيد لمعان السماء بالدعاء وتعرف غيب الأيام من دموعها الموشومة على جلد الأحزان ولأنها أمي تمسح غبار الوطن بعباءتها تغسل أحزاننا بدجلة والفرات كلما اتسخنا بالحروب ولأنها أمي صار موتها شجنا بكل أوتار الغناء..