لا يزال فيروس كورونا القاتل يزحف عبر ولايات الوطن بلا استئذان، هذا الوباء الذي لا يرى بالعين المجردة ،هي جرثومة خفية أرعبت العالم بأسره وأعجزت علماء البحث العلمي عبر أكبر الدول المتقدمة في اكتشاف حلول طبية تحل هذا اللغز الرهيب ، نعم فشلوا في إيجاد العلاج الناجع لهذا الداء ، فكان الحجر الصحي بمثابة الحل الأقوى للوقاية لتفادي تكاثر العدوى عبر المواطنين، و غسل البدين باستمرار وتكثيف عمليات التطهير والنظافة، إلى جانب هذا نرى مواقف اقل ما يقال عنها أنها إنسانية تبين مدى تلاحم شعب كالجسد الواحد،هو تضامن يعكس تآخي المواطنين مع بعضهم البعض ،حيث تقوم بعض الجمعيات ببوسعادة بإطعام عابري السبيل اجبروا على التنقل لمسافات بعيدة ،خاصة بعد غلق المقاهي والمطاعم، وتجار آخرون تطوعوا لإيصال المواد الغذائية إلى المنازل مجانا بنواحي الجزائر العاصمة ،وببلعباس تبرع الشيخ ابن الشنفرى ب 100سرير مجهزة للحجر الصحي ومنزل آخر يحاذي مكان الحجر لإقامة الأطباء، وضعها تحت يد وزارة الصحة،ويعين تموشنت قامت بعض المطاحن بتموين القرى النائية بمادتي الفرينة و السميد مجانا، بالإضافة إلى مساهمة شركات فادركو في توصيل 9 شاحنات محملة بمنتجات النظافة عبر الولايات التي مسها الحجر وهي تدابير تضامنية من شأنها مساعدة المؤسسات الصحية خاصة...كل هذه العمليات التضامنية ما هي إلا عينة من عديد المؤن التي يقدمها المواطن لمجابهة هذا الداء الفتاك باسم التآخي والتراحم والتكافل ...إنها مبادرات للمجتمع المدني تجسد بقوة الإنسانية التي قد تستطيع قهر هذا الفيروس ،فلنتحد ونلتزم بيوتنا بعيدا عن أي حسابات من شأنها الإخلال بمقاييس الوقاية والوقوع فيما لا يحمد عقباه، ،نحن ملزمين بالأخذ بالحيطة وتوخي الحذر وتطبيق التوجيهات الصحية التي أقرتها الدولة بالتقيد بها خاصة خلال هذه الأسابيع التي نستطيع بها إحصاء البؤر لكبح خطورة الداء واحتواء الوضع، والابتعاد قدر الإمكان عن تهويل الأمور وإثارة الرعب بيننا، وطرد الوسواس القهري الذي بات يلازمنا في كل مكان، ومواصلة التحدي بلا استهانة للأمور، وعلينا أن نتفاءل خيرا ونروح عن أنفسنا لأنه بالتفاؤل تتلاشى القيود .