لا يخفى على أحد الروح التضامنية العالية التي تميز الجزائريين خاصة في أحلك الظروف وأصعبها على غرار ما تمر به الجزائر حاليا شأنها شأن كل دول العالم والتي تشهد وضعا قاهرًا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد ، حيث تسارع الجزائريون لمساعدة بعضهم البعض كل حسب قدرته ،فمنذ ظهور وباء كورونا المستجد (كوفيد 19) في الجزائر وفور إعلان الخطر ظهرت مبادرات تضامنية فردية وجماعية. وبسيدي بلعباس تعددت طرق التضامن وتنوعت بين تعقيم الأحياء و توزيع المساعدات و تنظيم حملات التحسيس والتوعية ليخرج فريق آخر عن المألوف بخلاف ما يقوم به آخرون ليختار سبيلا آخرا للتضامن بضمان وجبات للأطباء المقيمين بعدما ضاقت بهم السبل،فيوميا يلتقي الفريق الذي يقوده الشاب أسامة صاحب الفكرة في أحد المطاعم الذي وضع تحت تصرفهم محله الواقع بحي سيدي الجيلالي من أجل تجسيد هذا النشاط التضامني النبيل الذي يهدف إلى إطعام جنود خط الدفاع الأول في مواجهة "كوفيد 19 ". *فكرة نبيلة تبناها شباب متطوع
كواليس تحقيق الفكرة على أرض الواقع يقول أسامة كانت وليدة أزمة كورونا التي أدت إلى غلق مطاعم الأحياء الجامعية وتسريح كل الطلبة مما تسبب في وقوع الأطباء المقيمين في مشكل كبير خاصة وأن جلهم ينحدرون من ولايات مختلفة ولا يستطيعون العودة إلى منازلهم لأن الواجب الوطني ناداهم وعليهم ضمان العمل بمختلف المؤسسات الاستشفائية لأنهم مجندون لمحاربة وباء كورونا شأنهم شأن كل مستخدمي الصحة الذين يعملون ليل نهار من اجل مجابهة ومكافحة الفيروس المستجد، ليقوم أسامة بتشكيل فريق عمل لتجسيد هذه الفكرة النبيلة على أرض الواقع و تحديد ما يمكن عمله لمساعدة المجتمع و دعم الأطباء الذين يقفون في المستشفيات لمواجهة فيروس كورونا المستجد. *"شاف" و وجه تلفزيوني يقود الطباخين ليتطوع لهذا العمل التضامني الشاف "خليل حميدو بوشيخي" الوجه التلفزيوني المعروف الذي قدم عدة حصص طبخ بعدد من القنوات التلفزيونية والذي أكد أنه لن يتوانى في مساعدة الآخرين خاصة في هذا الظرف الحساس ، و القيام بإعداد أطباق يومية لفائدة الأطباء المقيمين هو شرف كبير لأن هذه الفئة تخاطر بحياتها من أجل إنقاذ حياة المرضى والمصابين بهذا الفيروس فهو واجب علينا في وسط أزمة كورونا والذي يواجهه أبطال جيش الأطباء وأطقم التمريض، فجاءت الفكرة لدعمهم ومساندتهم وتحسين أوضاعهم وتسهيل مهامهم في عز الأزمة . ففريق التحدي هذا يضمن يوميا 60 وجبة للعشاء لفائدة للأطباء المقيمين والذين يتوزعون على كل من المستشفى الجامعي "عبد القادر حساني"،المؤسسة الاستشفائية للنساء والتوليد و المؤسسة الاستشفائية "دحماني سليمان" بحيث يتم توزيع الوجبات على كل الأطباء المقيمين الذين يضمنون المناوبة في كل ليلة بهذه المؤسسات أما الوجبات المتبقية يتم توزيعها على بعض الممرضين وبعض من أعوان الأمن حسب أسامة الذي أكد أن الفكرة تجسدت بفضل المحسنين الذين دعموا هذا المشروع الذي بدأ بمجرد فكرة بسيطة إلى أن تحول إلى عمل حقيقي نبتغي من خلال وجه الله يردف أسامة مؤكدا أنه يحرص كل الحرص على تطبيق كل معايير الوقاية والسلامة شأنه شأن أعضاء الفريق الذي يقومون بإعداد الوجبات بالحرص على النظافة والاختيار الأمثل لنوعية الأكل مع ضمان الجودة والتنوع الغذائي لفئة تحتاج إلى التغذية السليمة والمتنوعة للحفاظ على الطاقة و تقوية المناعة في جو مليء بالفيروسات و البكتيريا. ومن جهتهم عبر الأطباء المقيمون عن امتنانهم الكبير لكل أعضاء الفريق الذين لم يتوانوا في المساعدة ومد يد العون في ظل الأزمة الراهنة، مؤكدين أنها التفاتة إنسانية خالصة يقوم بها هذا الفريق بتقديم وجبات مجانية للأطباء المقيمين الذين يقفون على الخط الأمامي لمواجهة فيروس كورونا في هذا الوقت العصيب.