أزاحت، أزمة وباء كورونا، الغبار على المنظومة الصحية في الجزائر التي أصيبت بمرض خبيث عشّش فيها منذ العشرات من السنين، وأدخلت القطاع بأكمله لمصلحة الجراحة بدلا من مصلحة الإنعاش التي قلّما يستفيق منها المريض، تعهّدات رئيس الجمهورية التي قطعها على نفسه وعلى الشعب الجزائري خلال حملته الانتخابية، بإعادة النظر في قطاع المنظومة الصحية في الجزائر بدأت بوادرها تظهر للعيان. فوقوف، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، شخصيا، على سير العمل وكيفية تعاطي الأطباء مع فيروس كورونا بالمستشفيات، أكبر دليل، على سهره لضمان السير الحسن والتكفّل الجيّد بالمرضى عبر مستشفيات العاصمة وكذا للاطلاع على مدى وفرة الأدوية ومستلزمات الوقاية بالصيدلية المركزية. بعد مرور حوالي أسبوعين من الزيارة التي قادت الوزير الأول، عبد العزيز جراد إلى مستشفى البليدة أين يتواجد أكبر عدد من مرضى فيروس كورونا، والتزامه أمام الأطباء والمختصين بوقوف الدولة مع أبنائها وبناتها من قطاع الصحة، تعهّد، رئيس الجمهورية، أمس، بمراجعة المنظومة الصحية الوطنية وتحسين ظروف عمل مهنيي قطاع الصحة ومراجعة سلم الأجور، وهو ما استحسنه السلك الطبي الذي كان في استقباله، وهذا دليل على أن الرئيس سينفّذ وعوده وجميع التزاماته التي وعد بها وسرّعت الأزمة في تجسيدها على أرض الواقع والدور جاء على المنظومة الصحية في الجزائر. ورغم العجز الذي يعيشه قطاع الصحّة، إلا أن الكفاءات الجزائرية لا يختلف عنها اثنان أنه لديها قدرات كبيرة ومتمكّنة كل في اختصاصه، هذه الكفاءات، هي التي جابهت أزمة كورونا في الجزائر ووقفت كسد منيع أمام وباء أرهب العالم، وتمكّنت الجزائر لحد اليوم من مجابهته بإمكانياتها وبفضل سواعد أبنائها. ولعلّ، إعلان، رئيس الجمهورية، عن خلق الوكالة الوطنية للأمن الصحي، هو مؤشر آخر لعزم السلطات العمومية، بالنهوض بقطاع الصحة ومراجعة منظومته مراجعة جذرية، باعتباره قطاع حسّاس يحتاج لتشريح عميق يقوم به أهل الاختصاص. كما أن الوكالة الوطنية للأمن الصحي ستكون بمثابة خلية يقظة وأزمة يقوم العاملين بها بعمليات إستشرافية لمختلف الأوبئة والأمراض التي يمكن أن تصيب دول العالم وتصل للجزائر. التعهدات بدعم الأطباء والوقوف إلى جانبهم سيكون كمحفّز نفسي ومعنوي ويضيف جرعة أوكسجين لعاملي قطاع الصحة الذين جابهوا وباء فيروس كورونا المتجدّد بالغلق على أنفسهم بالمستشفيات للحفاظ على صحة المرضى وعلى صحة عائلاتهم، الكثير منهم لم يروا عائلاتهم منذ شهر أو أكثر، ... إصلاح المنظومة الصحية ورفع أجور الأطباء والعاملين بالقطاع أكثر من ضرورة خاصة في المرحلة الحالية. فالعلامة الكاملة لكل الساهرين على راحة المرضى في الجزائر .