كصلاة مؤجلةٍ يتناضح من جبّة الوقتِ مثل صبيّ يعفّر رجليه في الطينِ تسأله جدّة في الثمانين أنت اكتشفت الطريق إلى هيكلي لمَ لا تنتظرني لأكمل طهو الحكايةِ؟ أحفاديَ النائمون على جوع أيامهم يسألونك أن تتأخّرَ أن تترجّل عن صهوة الغيبِ لم تبتسمْ لم تقل أيّ شيء تعتذرْ وأشرت إلى النهرِ هذي التجاعيد ليست سوى ضربات المعاول في تربة الوجهِ يا أيّها المتكوّر في القاعِ هلاّ انتظرت قليلا فللموت وجه قبيح كوجهي ولكنّه صادق، لا يراوغُ لا يتستّر خلف المساحيقِ لا يتخلّف عن موعدٍ مثلما كان (ماجلان) يبحث عن معبر في سماء المحيطِ إلى مدن الملحِ ... كنتُ وكان اكتشافي سماءً مدوّرة قف كما أنت يأتك موتك ممتطيا موجةً أو بلفحة حمىّ تجسّ المفاصل بالكيرِ بكتيريا تملأ الرئتين الصداع الذي يثقب الرأسَ يملؤه بالحديد وبالخرسانةِ حظّي من الحزن هذا الصباح عصافير مفزوعة تتطاير من شرفة العظمِ صوب السماء الفسيحةِ حين تطاردني فكرةٌ أو أطاردها (أنا في الطابق العاشر الآنَ بيني وبين التراب سلالم من حجر كالرخامِ فمن يعصم الموت منّي إذن) @@@@@ يفتح الموت دكّانة في الطريق السريعِ ويعرض للعابرين بضاعتهُ في الحقول التي استسلمت لليباسِ وفي منجم الفحمِ في خشخشات مسنّنة تجرح الصمت في أسطوانات (عبد الوهاب) وفي فيلق من جنود المارينز بلا سبب يطلقون الرصاص على حقل دوّار شمسٍ عراة بأدغال إفريقيا يرقصون على جيفة في الهزيعِ فيا أيّها المتوقّع في كلّ شيءٍ تمهّل قليلا تقول محلّلة الطقس (عاصفة أفلتتها نواعير طائشة في السماءِ من المتوقّع أن تتسرّب جرذان مذعورة في نثيث المياهِ فلا تهجروا دفء أوكاركمْ) ويصدّقها الناسُ لكنّ شيخا على باب مقهى يظلّ يداعب شاربه الجهمَ فالموت لا يتعثّر حين يجيءُ بلا منطقٍ منطق الموتِ أحجية لا تفسّرُ أغنية فجّة الكلماتِ غد رابض في المسرّاتِ ..... لا تنتظرهُ.