بين ليل العمى ونهار البصيرهْ ينزلُ الحرف مرتعشا تحتويه الكشوفاتُ يُصبح في قلبها عنبا أحمرا تولد الإستفاقة في قلبهِ ثمَّ في لحظات المتاهةِ تبتدئ الأحجيهْ قال لي: من سوايَ أطلّ من الأفْق ممتطيا طائر السرِّ؟ مَن أفزع الظلَّ مِن ظلهِ؟ من تعوّد منذ الأزلْ أنْ يُراقبَ تفاحة الخلد يأكلها جوعُهُ؟ فيُصيِّر من دمه أنهرا من عسلْ من أضاء القلوبَ الضريرهْ؟ ومن خلق الأغنيهْ؟ فأقول: النداءَ النداءْ أنتَ منذ البدايةِ أذّنتَ في الناس بالشعرِ حتى أتوا قلبكَ المتمدد في وسط الأرضِ والمتساميَ نحو السماءْ أنت من قلتَ: /إني نبيّ / فما كذّب الشعراءُ النبوءةَ من سيُصدّق إنْ كذّبَ الشعراءْ أنتَ من جئتَ في آخر الليل تتبعه حسنواتُ المعاني وتعشقه الغانياتْ مذ تربعتَ في عرش قلبي رأيتُ جموع الجميلات جاءتْ تُبايُعني وتُنصِّبني ملك الأرض والكلماتْ قلتُ: أنتَ الذي كنتُ أبصره في منامي يُداعبُ حزني ويبتسمُ أتساءلُ: من ذا الذي ليس يُنكره الحلمُ ؟ ثم من ذا الذي صرتُ أعشقهُ؟ وتُفتش عن كنهه يقظتي ويُراقص ألحانه الكلم/الألمُ قلتُ: هذي بحار الجنونْ وتلك سفينتنا أبحرتْ في سواد العيونْ نترصّد كنزَ سليمانَ نبحث عن مشط بلقيسَ عن قلب /ولاّدة / العاشقينْ والكل يحسبنا ضائعينِ ويهتف:قد هلكا في ضياع السنينْ ونحن ننام هنالك ملء الجفونْ أيها الواحد المتوحّدُ يا أيها الحرفُ يا صاحبي وأنيسي أنت أحجية الكونِ تنسج حولي خيوطكَ حتى تُقيدني وأنا الحرّ وسط قيودِكَ أسكنُ قلبكَ تسكنُ قلبي لأملأ من خمرة الشعر كلّ الكؤوسِ وكل كؤوسي