تتجه الجزائر في مسارها الاقتصادي للتحرر من التبعية لصادرات المحروقات نحو تنويع انتاجها والنهوض بقطاعات أهملت في السنوات الماضية و على رأسها الفلاحى التي نسيتها مخططات التنمية الاقتصادية في السابق ،بل وضعتها في آخر قائمة الأولويات والاهتمتمات و هذا رغم أن الجزائر تعد بلدا زراعيا بالدرجة الأولى لاتساع مساحات المناطق الصالحة للزراعة بها لكن يد الإهمال واللامبالاة قد أبعدتها من مسار التنمية و سعت إلى ابتلاع تلك المساحات الشاسعة واقتطاعها وتحويل الكثير منها إلى أراضي بناء بينما طال النسيان والإهمال المساحات الأخرى و تظل الجزائر نتيجة لذلك تدور في فلك التبعية لصادرات البترول ،و تعتمد كليا على سعره في إعداد ميزانياتها كل عام و كأن بلادنا تعيش القحط و لا تتوفر على مناطق زراعية على مدى البصر لا تحتاج سوى للقليل من الدعم والاهتمام من توفير الماء والكهرباء ليقلع قطار التنمية الفلاحية لكن على من تقرأ زابورك يا داود إذا كانت الزراعة والتنمية الريفية وتطوير المناطق الريفية لا تجد مكانا لها في قائمة مشاريع النهوض بالاقتصاد وتنويعه ، وكن مع هذا يبقى الفلاح في الجزائر متمسكا بأرضه متطلعا إلى انقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل ان تتبوأ الفلاحة عندنا المكانة المنوطة بها ،و يتمكن الفلاحون من استغلال جيد للأراضي الزراعية وتنويع منتوجهم وتكثيفة و لم لا التوجه نحو التصدير إلى الخارج ،و تبني التكنولجيا الجديدة في العمل الزراعي للالتحاق بركب بلدان أخرى راهنت على الفلاحة و فتحت الباب بمصراعيه للتصدير و أصبحت بذلك منتوجاتها الفلاحية تنافسية متواجدة في أسواق بلدان كثيرة ، والتحدي الكبير الذي يواجه الفلاحين في الجزائر اليوم هو نقص الإمكانيات من مياه وكهرباء لتطوير الزراعات الكبرى التي اشتهرت بها بلادنا من حبوب و خضر و فواكه ومختلف الأشجار المثمرة، والتي كانت تصنع جمال وروعة الريف الجزائري ليأتي زمن تحولت فيه الجزائر إلى مستهلك ومستورد كبير لمنتوجات أساسية من حبوب وغيرها متوفرة في بلادنا ،و تدفع خزينة الدولة فاتورة ضخمة من المليارات لتأمين تلك الواردات الأساسية لغذاء المواطنين ،فأين نحن من الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء و الأمن الغذائي و بعد هذا وقبله أين هي الجزائر المتميزة و الغنية بتنوع مناطقها الزراعية شمالا وجنوبا و شرقا وغربا ؟ و الجواب على هذا التساؤل تحمله الخطة الاقتصادية التي ستعيد الاعتبار للفلاحة كمصدر للثروة و بوابة لتصدير المحاصيل الفلاحية إلى الخارج .