الشباب القوة الناهضة والطاقة المتجددة للامة وثروتها البشرية التي تزخر بالنشاط والمواهب المتعدة والنشاط والسعي الحثيث نحو المستقبل والجزائر ارض الشباب بامتياز فهم الاكثرية وتصل نسبتهم الى اكثر من 70 بالمائة وكل الذين فجروا ثورة التحرير الوطنية في الفاتح نوفمبر 1954 كانوا من الشاب ناهيك عن المجاهدين والشهداء وحتى الامير عبد القادر رحمه الله كان شابا في سن 25 عندما تولى قيادة المقاومة ومواجهة الاحتلال الفرنسي وبناء الدولة الجزائرية الحديثة فالشباب الجزائري يصنع المعجزات عندما تتاح له الفرصة وتفتح امامه أبواب العمل من اجل الوطن وهو الذي قاد حراك 22 فبراير 2019 الذي ابهر العالم وعجل بالتغيير الديمقراطي لبناء الجزائر الجديدة وقد اقترب موعد الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور في اول نوفمبر المقبل ذكرى ثورتنا المجيدة. وقد خصص مشروع تعديل الدستور حيزا معتبرا للشباب بداية بالمقدمة او الديباجة التي لها اهمية كبيرة في تحديد مقاصد هذه الوثيقة الوطنية الهامة والاهداف التي ترمي الى تحقيقها وقد جاء في نص الديباجة (( واعترافا بالطاقة الهائلة التي يشكلها الشباب الجزائري بتطلعاته واصراره على رفع التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد اصبح من الضروري اشراكه الفعلي في عملية البناء والمحافظة على مصالح الاجيال القادمة بضمان تكوين نوعي له تتولاه مؤسسات الدولة والمجتمع )فكل مجالات الحياة ستكون مفتوحة امام الشباب الذين سيحظون بالتكوين العالي لرفع مستواهم العلمي والمعرفي وكذلك الاهتمام بالتكوين المهني من اجل اكتساب الحرف والصنائع للاندماج في قطاع الشغل والاعمال وانشاء المؤسسات المضغرة والناشئة. توفير الوسائل وجاء في المادة 72 و73 ان الدولة تسهر على توفير الوسائل المؤسساتية والمادية الكفيلة بتنمية قدرات الشباب وتحفيز طاقاتهم الابداعية وتشجعهم على المشاركة في الحياة السياسية وتحميهم من الافات الاجتماعية. وفي المادة 214 المعدلة للمادة 200 من الدستور السابق التاكيد على انشاء مجلس اعلى للشباب لدى رئاسة الجمهورية وهو هيئة استشارية تضم ممثلين عن الشباب وعن الحكومة وعن المؤسسات العمومية المكلفة بشؤون الشباب ويقدم المجلس الاعلى للشباب آراء وتوصيات حول المسائل المتعلقة بالشباب وازدهاره في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية ويساهم المجلس الاعلى للشباب في ترقية القيم الوطنية والضمير الوطني والحس المدني والتضامن الاجتماعي في اوساط الشباب. فالمجلس الاعلى للشباب سيكون هيئة دستورية استشارية ملحقة برئاسة الجمهورية مما سيكسبه اهمية كبيرة في التعبير عن هذه الفئة الواسعة من الشباب قصد التكفل بهمومها وانشغالاتها واقتراح الحلول المناسبة للمشاكل التي تعاني منها وفي مقدمتها مشكل العمل الذي يمثل الهاجس الاكبر لابنائنا ويدفع بهم الى المجازفة عن طريق الهجرة غير الشرعية وما تشكله من مخاطر على حياتهم.