عادت الديبلوماسية الجزائرية مؤخرا بقوة شديدة، وبتطلع اكبر، حيث اتضح ذلك جليا، من خلال القرارات والمواقف البطولية الداعمة والمؤيدة والثابتة ،اتجاه مختلف القضايا العالقة التي تعرفها بعض الدول ، كالمالي وليبيا والصحراء الغربية، والقضية الام، فلسطين، نعم لقد وقف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وقفة رجل واحد ،عبر فيها عن ارادة شعبه ، ومساندته لكل القضايا التحررية ،التي تدعو للسلام ، بواسطة الحوار والتشاور ، لاغير، لقد عبر باسم الشعب عن تضامن الدولة مع كل الشعوب المضطهدة ،واعلن عن مساعدتها والوقوف الى جانبها ،باسم الانسانية،وعبر عن رؤى سلمية قد تكون لها طريقا للفرج القريب، بحول الله، وتمثلت مساعي الحكومة ،في تكثيف الزيارات والخطوات ، لدراسة وتباحث الامور بجدية، خاصة عن طريق الاتصالات الهاتفية وتبادل وجهات النظر ،مع رؤساء الدول الاخرى ،لاستباب الاستقرار والامن والسكينة، ببعض الدول المتازمة، ، وكذا تبادل الزيارات الرسمية لاطقم الحكومات مع الدول الاخرى ومسؤوليها ،او ان صح التعبير، مع صناع القرار للوصول الى حلول سلمية ترضي جميع الاطراف، ،وفي نهاية المطاف، نستدل من كل هذه الاخبار ان صوت الجزائر اصبح مسموعا بقوة اقليميا وخارجيا، بعدما غاب عن الساحة لسنوات وسنوات ،لقد كان لحضور الرئيس عبد المجيد تبون،وكلمته التي القاها امام الجمعية العامة للامم المتحدة،وقعا كبيرا، حيث كان حضوره متميزا، لقد وقف الى جانب القضية الفلسطينية، قضية كل العرب ،وساندها بقوة، واكد ان موقف الجزائريين ثابت ولن يتغير ،وهو مساند لهم ،ومتضامن معهم ، حتى ياخذون حقهم، وبالنسبة للقضية الليبية ،رفضت الجزائر اي تدخل اجنبي في ليبيا وفي كل الدول المضطهدة، والاصرار على فتح باب الحوار،للوصول الى النتائج السلمية ،بعيدا عن رفع السلاح، هذا الاخير الذي لن يحل المشاكل، بل يعقدها ويفاقم الجروح، وهو ما اثبتته كل التجارب عبر الزمن ،لذلك فالحوار والنقاش لا بديل لهما لحل النزاعات، فمنطق تغليب الحوار على الخصوم ، هو انجع وسيلة للوصول الى الحل الصائب، كل هذه الرؤى لقيت تجاوبا كبيرا من مختلف الدول ،وتلقت الحكومة بموجبها، مختلف الدعوات لزيارتها للتباحث والتشاور في مختلف الامور السياسية الخارجية العالقة، هي مؤشرات ايجابية تدعو للتفاؤل بغد افضل، ستلعب فيه الدولة الدور الاساسي والفعٌال في رقي السياسة الخارجية وتبوأ مكانة رفيعة على الساحة الدولية، مكانة غرضها واضح يهدف لحل النزاعات بطرق سلمية ورشيدة.رغم ان الحكومة تحملت اعباء ثقيلة، منذ توليها المسؤولية،فرغم الصخب السياسي الذي كنا نعيش وسطه، ورغم العقبات والمشاكل التي كنا نلقاها من مختلف القطاعات إلا ان الحكومة الجديدة استطاعت الى حد ما ،وفي وقت قياسي ، ان تثبت جدارتها بكل استحقاق، لقد وفت بوعودها ،فجسدت مطالب الحراك المبارك، فغيرت الدستور ،وفق دراسات معمقة، لم تهمل بموجبها اي ثغرة، وطرحته للشعب ،يوم غرة نوفمبر ،ليدلي برأيه، فالسلطة من الشعب والى الشعب، ولا جدال ابدا في هذا، لقد استطاعت الحكومة الجديدة ان تعلي صوت الوطن عاليا على الساحة الدولية، وفق حضور قوي وفعال، ولاتزال تسعى للبناء الديمقراطي في كنف العدل والمساواة، ويكفينا في كل هذا ،انها تمكنت من الحصول على ثقة الشعب فيها، هذا المكسب التاريخي الذي تحصلت عليه بامانة وبجدارة، في وقت قصير، يعكس نزاهة وحكمة القرارات التي تتخذها وتعمل بموجبها.