توافق تركي - جزائري بخصوص الوضع في ليبيا تشهد الجزائر إنزالا دبلوماسيا منقطع النظير، منذ وصول رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى قصر المرادية، وتزامنه مع تسارع الأحداث في ليبيا وتأثيراته على المنطقة، حيث أكدت زيارات عدد من مسئولي ورؤساء الدول عودة الدبلوماسية الجزائرية للواجهة بقوة، خاصة ما تعلق بدورها الفعال في الملف الليبي وعديد القضايا بالمنطقة. وعاشت الجزائر حركية كبيرة مؤخرا، بسبب الزيارات المتتالية لعدد من رؤساء ومسئولي دول العالم، وهذا بعد عودة الدبلوماسية الجزائرية إلى سالف عهدها، وموقفها من الأزمة الليبية، حيث أكدت على لسان رئيس الجمهورية أن ما يحدث في ليبيا شأن داخلي، وليبيا خط أحمر. وتواصل الإنزال الدبلوماسي بالجزائر، حيث شرع أمس وزير الخارجية الإماراتي والتعاون الدولي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، حيث أتي هذه الزيارة في إطار علاقات الأخوة التي تربط البلدين، كما ستسمح بتقييم التعاون الثنائي في جميع أبعاده ودراسة آفاق تعزيزه خاصة في مجالي الشراكة والاستثمار. وشكلت هذه الزيارة فرصة للوزيرين لتبادل الرؤى حول المسائل الجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الوضع في ليبيا على ضوء التطورات الأخيرة التي يشهدها هذا البلد الجار، وسعي الجزائر والأطراف الدولية الفاعلة لإيجاد حل سياسي يضع حدا للأزمة الليبية عبر الحوار الشامل بين الأطراف الليبية، بعيدا عن أي تدخل أجنبي. من جانبه، أنهى الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، أمس، زيارته إلى الجزائر، والتي دامت ليومين، أين كانت الزيارة فرصة لمناقشة العديد من القضايا السياسية والاقتصادية بين البلدين، وفي مطلعها، القضية الليبية التي هي محل للرأي العام الدولي، حيث اتفق رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع نظيره التركي، على المضي قدما إلى تحقيق شراكة إستراتيجية حقيقية. وبخصوص الملف الليبي، قال الرئيس تبون: اتفقت مع الرئيس التركي على السعي للسلم في ليبيا وأن نتبع ما تقرر في مؤتمر برلين الذي عقد الأسبوع الماضي بما فيها جهود إنشاء لجنة متابعة تتكفل بتنفيذ القرارات المتوصل إليها بمرافقة أممية . وتنظر الجزائر وتركيا لهذه اللجنة على أنها من أهم الخطوات الكفيلة بتأمين الهدنة وضمان وقف إطلاق النار المستمر منذ أشهر بين قوات حكومة الوفاق الوطني والقوات الموالية للواء خليفة حفتر. من جهته، ثمن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جهود الجزائر في محاولة حل الأزمة الليبية، مشيدا بانضمامها إلى مؤتمر برلين الذي عقد مؤخرا برعاية ألمانيا. وقال أردوغان، في المؤتمر الصحفي المشترك مع تبون، إنه ليس هناك أي شك أنه سيكون لجهود الجزائر الأثر فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار في ليبيا. وعرفت الجزائر مؤخرا إنزالا دبلوماسيا غير مسبوق منذ سنوات طويلة، حيث كانت محطة لحوالي ستة وزراء خارجية دول عربية وافريقية، حيث شاركت في اجتماع دول الجوار الليبي الذي احتضنته الجزائر مباشرة بعد إعلان تبون خلال مؤتمر برلين عن استعداد الجزائر لاستقبال أطراف الحوار في ليبيا على طاولة الحوار. للتذكير، فالبداية كانت بزيارة وفدا ليبيا رفيع المستوى للتباحث مع المسؤولين الجزائريين الأزمة التي تعيشها ليبيا، حيث تطرق الطرفان آنذاك الى الحلول الممكنة لحلحلة القضية، في إطار سلمي وسياسي. كما استقبل رئيس الجمهورية وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، لويجي دي مايو، بخصوص بالملف الليبي، وكذا رئيس الوزراء الإيطالي، جوسيبي كونتي، حيث اندرجت الزيارة في إطار ديناميكية جهود المجتمع الدولي لوضع حد للنزاع في ليبيا وتقديم حل دائم لها، قبل مؤتمر برلين بخصوص الأزمة الليبية عددا من وزراء، لتتواصل بعد ذلك الزيارات حيث احتضنت الجزائر بعدها اجتماع لدول الجوار اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي بمشاركة 6 دول بالإضافة إلى ليبيا، هي تونس، مصر، السودان، تشاد والنيجر، بالإضافة إلى مالي نظرا لتداعيات الأزمة الليبية عليها.