- الجزائر لديها أوراقها الضاغطة للوقوف بالند ضد ناشري المزاعم و الادعاءات - أوروبا يقودها لوبي صهيوني والجزائر تدفع ثمن مواقفها السيادية الثابتة - بعض من أبناء جلدتنا يتباكون أمام الاتحاد الأوروبي وينشرون غسيلنا خارج الديار
تشكل مسألة السيادة الوطنية في بلادنا مبدأ ثابتا ومقدسا باعتبارها خطا أحمر لا يجوز لأي أحد كان أن يتجاوزه خصوصا إذا تعلق الأمر بالأطراف الأجنبية التي تسعى خائبة بحشر أنفها بكل ما هو جزائري جزائري، ومن هذه التكالبات لائحة البرلمان الأوروبي الأخيرة التي أرادت فاشلة التدخل في الشأن الداخلي في الجزائر باسم مزاعم وادعاءات كاذبة حول حقوق الإنسان ... بل كان الأجدر بذات البرلمان أن يسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين والصحراء الغربية المحتلتين ونقاط أخرى في العالم لا زالت ترزح تحت وطأة التعسفات ضد الحقوق الأساسية للإنسان وحريته. و تحرك الجزائر سياسيا ورسميا و شعبيا ضد اللائحة المشؤومة للاتحاد الأوروبي دليل آخر قاطع على أن الجزائريين ليسوا لقمة سائغة لأي طرف أجنبي يسمح لنفسه بارتكاب الحماقات اتجاه بلد المليون ونصف مليون شهيد. وفي هذا السياق أكد، الدكتور عبد الرحمن بن شريط، أنه يتوجب على فرنسا ومن ورائها البرلمان الأوروبي احترام السيادة الوطنية مضيفا، أنه من الأليق لفرنسا أن تنظف داخل بيتها حتى لا تتدخل في شؤون الآخرين مبرزا، أن الجزائر حذّرت من هذه التطاولات وأن لها أوراقا قوية في سياستها الخارجية لتقف في صف الندية أمام فرنسا أو أي بلد آخر وهذا ليس بغريب على الجزائر طالما أن سياستها الخارجية مبنية على احترام سيادة الشعوب وعدم التدخل بشؤونها الداخلية وأن الجزائر تنادي دوما في المحافل الدولية والاقليمية إلى تكريس حق تقرير مصير الشعوب المكافحة من أجل الاستقلال. وأضاف ذات المتحدث، أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها البرلمان الأوروبي التكلم عن حقوق الانسان في الجزائر والحريات وحشر أنفه في مسائل لا تعنيه، وما يحدث حاليا هو أن فرنسا دولة رائدة وتحاول توظيف البرلمان الأوروبي واستعماله بصورة آلية واستغلاله للوصول إلى مآربها، باعتبار أن هذه الأخيرة لا تزال تفكر بذهنية استعمارية، واصفا الحادثة ب «السابقة» للبرلمان الأوروبي وهو ما يبرز ضرورة «إعادة هيكلته». وأبرز، الدكتور عبد الرحمن بن شريط، أن الذهنية الاستعمارية لا تزال مكرّسة لدى فرنسا عندما يتعلّق الأمر بالحالة الجزائرية . ما يجب معرفته، يضيف الخبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن هذه الهجمة لديها ميزة عدوية وفيها لمسة استعمارية تقودها فرنسا التي تحاول اختراق الجزائر، مقترحا، على حكومة بلد الجن والملائكة التي تدعي الديمقراطية، أن تهتم بشأنها وتنشغل بمشاكلها الداخلية التي لم تستطع حلّها خاصة ما تعلّق بمسألة السترات الصفراء، وأن تتعامل مع الجزائر بكل احترام، مذكّرا بتحذير الجزائر الذي جاء على لسان مسؤولين في الحكومة «من مغبة تجاوز الصلاحيات» باعتبار أن «الجزائر هي الأخرى لديها أوراقها وتستطيع الوقوف بالند خاصة إذا ما تعلّق الأمر بالسيادة الوطنية». وانتقد المتحدث بعض الفئات من المجتمع الذين «يتباكون أمام أبواب البرلمان الأوروبي بمطالب واهية كان الأجدر حلها بالجزائر كشأن داخلي لا يعني إلا الجزائريين أنفسهم، مؤكدا. في سياق آخر، أكّد، المختص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبد الرحمن بن شريط، أن الجزائر تدفع ثمن مواقفها الثابتة والتي لن تحود عنها مهما كلّفها الأمر، موضحا، أن اللوبي الصهيوني يضع قبضته العنيفة على البرلمان الأوربي ويستعمل كل الأدوات التي تمكّنه من خلط أوراق الجزائر، خاصة منذ الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والمتعلّق بفلسطين أين أكّد، بأن «القضية الفلسطينية قضية مقدسة». معتبرا، أنه علينا اليوم أن نسلّم بأن أوروبا يقودها اللوبي الصهيوني والجزائر تدفع ثمن مواقفها الثابتة والمشرفة من القضية الفلسطينية وكذا حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، كمحاولة من اللوبي الصهيوني الضغط على الجزائر لتغيير مواقفها، مؤكدا، في هذا الشأن، أن « الجزائر لن تحيد عن مواقفها الوفية أبدا لأن مواقفها ثابتة وصارمة وتملك البدائل السياسية والاقتصادية إذا ما استلزم الأمر ذلك»، مقترحا، على فرنسا إعادة حساباتها جيدا لأنها تتعامل مع بلد المليون ونصف مليون شهيد وتعرف متى تعيد توزيع أوراقها». من جهة أخرى، استبعد الخبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إمكانية إعادة النظر في العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي بالنظر إلى العلاقات الاقتصادية القوية بين الطرفين وكذا عدم الخلط بين الشأن السياسي والاقتصادي، ولكن، لم يستبعد إمكانية إعادة النظر في العلاقات بما خدم الجزائر أكثر وفي إطار متوازن لا يرجح الكفّة لأي طرف على حساب الجزائر وهذا في حال ما إذا كشف الاتحاد الأوروبي عن نواياه الحقيقة، معتبرا، أن الجزائر الجديدة اليوم متفتحة على الصين وعلى القارة الأسياوية التي تجمعها معها علاقات اقتصادية وعلاقات صداقة ممتازة والتي يمكن من خلالها أن تفرض الجزائر نفسها باعتبارها قوة اقتصادية وتمثل أحد كبرى اقتصاديات إفريقيا وجزء لا يتجزأ في محيط البحر الأبيض المتوسط.