سطرت مديرية المياه والتطهير لولاية وهران عدة مشاريع مهمة قصد القضاء على مشكل التزود بالمياه الذي عرف تذبذبا كبيرا خلال هذا العام مما أثار سخط العديد من المواطنين. وبغية الخروج من هذه الوضعية التي فرضتها جملة من الأسباب الخارجة عن نطاق المسؤولين عن القطاع، تم اقتراح جملة من المشاريع منها ما تم الشروع في تنفيذه بالفعل ومنها ما تم تسجيله وسيدخل حيز التنفيذ قريبا. فمن بين المشاريع الكبرى التي حظيت بها ولاية وهران هناك مشروع مهم جدا وهو مشروع مهيكل يخص فصل محطة تحلية مياه البحر بالمقطع عن نظام الماو، إذ أنه حاليا يوجد رواق واحد تمر عبره مياه كلا المصدرين المحلاة و السطحية. والإشكال الذي يطرح نفسه بشدة هنا هو عندما يكون مشكل في احد المصدرين خاصة عند وقوع الأعطاب في محطة التحلية، لا تتمكن مؤسسة المياه والتطهير حسب مديرها السيد هلايلي من الحصول على المياه من المصدر الثاني. لذلك طالبت سيور الوزارة بضرورة وضع حد لهذا المعظلة وذلك عن طريق مشروع الفصل هذا، بحيث تكون عملية توصيل المياه عبر رواقين منفصلين ويكون تشغيلهما بنظامين في آن واحد، وبهذا ينتهي هذه المعاناة التي طالما أرقهم طويلا، بحيث أنه عندما يكون مشكل في محطة التحلية يمكن تزويد السكان بالمياه السطحية عن طريق الرواق الثاني بدون مشاكل. يتمثل مشروع الفصل هذا في قناة بدايتها من مخرج قناة المقطع الى خزان العرابة على مسافة (9) كيلومترات، بغلاف مالي يصل إلى 2,1 ملياردج . وحسب مسؤولي مؤسسة المياه والتطهير فإن هذا المشروع ذو أهمية كبرى، فبالإضافة إلى كونه سيمكنهم من التزود من خلال رواقين، فهو سيسمح أيضا بتأمين توزيع المياه على 2 مليون ساكن ما بين وهران ومعسكر، وفي نفس الوقت يحافظ على المياه السطحية في السدود وتركها لاستعمالات اخرى سواء في الري الفلاحي أو كمخزون لوقت العجز، وسيسمح نظام التشغيل هذا بتقليص التذبذبات في التموين أيضا. ويؤكد مصدرنا من مؤسسة سيور بأن الاستراتيجية الوطنية للدولة على المدى البعيد، هي استخلاف المياه السطحية بمحطات تحلية مياه البحر خاصة في الولايات الساحلية، حيث سيتم مستقبلا التركيز على محطات تحلية المياه فيما تبقى السدود للفلاحة و كمخزون أمان في حال عدم سقوط الأمطار مما يتسبب في الجفاف، وأيضا لضمان التموين المنتظم خاصة أن وهران مشرفة على مواعيد دولية مهمة على غرار احتضانها لألعاب البحر الأبيض المتوسط. مشروع قناة الفصل هذا مدة انجازه هي (9) أشهر، حيث تم الشروع في تنفيذه خلال السداسي الثاني من السنة الحالية، على أن يكون جاهزا في شهر جوان المقبل وهو مسير بشكل مركزي. كما حظيت وهران بمشروع آخر في اطار الاجتماع الوزاري المشترك الأخير الذي يخص قطاع الموارد المائية، يخص ازدواجية القناة الرابطة بين محطتي بوتليليس وعين الترك، بهدف تحسين التوزيع على مستوى الطنف الوهراني الذي يشهد طلبا كبيرا على هذه المادة على الاخص في فصل الصيف بسبب توافد المصطافين على المنطقة، وسيستفيد منه سكان دائرة بوتليليس أيضا. هذا المشروع ستكون فيه (3) عمليات كبرى تتمثل في شفط وإعادة تأهيل محطة الضخ القديمة ببوتليليس، ووضع قناة تحويل جديدة على طول 28 كلم بغلاف مالي يصل إلى 1,8 مليار دج. المشروع الثالث الذي سجلته مديرية الموارد المائية يخص انجاز خزان وقناة جديدة، بغرض تحسين التوزيع على مستوى بلدية مرسى الكبير والذي خصص له غلاف مالي قدره (400)مليون دج . كما تنفست مؤسسة المياه والتطهير الصعداء بحصولها على مشروع آخر مهم ستكون له فائدة مزدوجة، اهمها القضاء على مشكل تغير لون المياه الذي طالما عانى منه سكان الولاية، وكذاتحسين قوة الضخ. يتمثل هذا المشروع في استبدال قناتي 2x34 بوصة المعروفة بقرقار الشلف بقناة جديدة على طول 30 كلم بمبلغ 2,5 مليون دج، علما أن هاتان القناتان قديمتان وتعودان الى سنوات الثمانينات من القرن الماضي، حيث وصلتا إلى درجة اهتراء متقدم جدا، وهي المتسبب الرئيسي في تغير لون المياه.