تعرف العديد من الأحياء بولاية وهران من بينها حي سيدي الهواري العتيق والدرب و ابن سينا بالإضافة الى حي سانت أنطون وسانت أوجان و شارع محمد بوضياف المعروف بشارع مستغانم وعمارات ببلدية مرسى الكبير وغيرها انهيارات متواصلة ومستمرة والتي تكثر في فصل الشتاء حيث الرياح وسقوط الامطار التي تخرب هذه المبانٍي القديمة التي يعود تاريخ انجازها إلى عهد الاستعمار الفرنسي في الجزائر (1830-1962) و التي لم تعرف أي عملية ترميم و لا تهيئة ، وتحولت الى خطر يحدق بالسكان ومعضلة عجزت السلطات المحلية عن ايجاد حلول لها كونها شكلت واجهات المدن الكبرى لأكثر من قرن حيث أن الاحياء بمدينة وهران كلها تعاني من مشكل التشققات والانهيارات و الظاهرة باتت تمس حاليا حتى السكنات التي تم تدشينها مؤخرا حيث ان هناك احياء الزائر اليها يخطر بباله انها تعرضت الى القصف أو ما شابه الا ان الانهيارات و االاهمال حولها الى هذا االشكل . خراب بسيدي الهواري هذا و كانت لنا جولة عبر العديد من الأحياء التي تعاني من هذا المشكل سواء ببلدية وهران وكذا ببلدية مرسى الكبير و كانت المحطة الأولى بالحي العتيق فبمجرد الوقوف بالحي و النظر الى العمارات تلاحظ انهيارات و تقششات لأغلبية المباني ناهيك عن التفكير في دخول احد هذه العمارات حيث انه منذ ان تخطو الخطوة الاولى و بالطابق لبناية قديمة تقابلك انهيارات سلالمها وجزء كبير من سقوف المنازل. و في هذا الشأن عبر المواطنون عن استيائهم من هذه الحالة التي وصفوها بالكارثية وهم يتخبطون فيها منذ عدة اعوام في ظل غياب اللجان المراقبة و التكفل بهذا النوع من العمارات و الحالة التي آلت إليها سكناتهم حيث تعاني من الهشاشة و الاهتراء و تآكل الجدران كما ان خطر سقوط العمارة وشيك و بذلك الموت يهدّد حياتهم، في ظل مصالح البلدية و الدائرة هذا رغم انهم ناشدوهم في عدة مراسلات التي جعلتها حبيسة أدراج المصالح البلدية والولائية المكلفة بدراستها. عائلات تحت الخيم بحي «الدرب» من جهة اخرى فقد توجهنا أيضا إلى العائلات بشارع تمزوغة بحي الدرب الذي يعيش قاطنوه نفس حالة سكان حي سيدي الهواري حيث تحولت بعض مبانيه إلى قنبلة موقوتة على السكان الذين صرحوا أنهم سيلقون حتفهم تحت الانقاض في أي وقت في ظل عدم الاسراع بترحيلهم الى سكنات جديدة أو ايجاد حلول لهدا المشكل. وأكد سكان شارع تمزوغة أنهم يعيشون على هذه الحالة منذ سنة 2016 حين وقعت شرارة كهربائية وتسبب في احتراق المبنى وتشردت عائلات و اضطروا الى نصب خيمة امام الشارع و هذا هروبا من الانهيارات التي تتكرر مع حلول فصل الشتاء حيث انهم يتحملون قساوة البرد والبقاء تحت الامطار بالخيمة بدلا من تحولهم الى جثث هامدة أثناء سقوط و انهيار ما تبقى من المباني حيث انهم يعيشون على الأعصاب جراء وضعية السكنات. مسلسل آخر من الانهيارات بابن سينا فمن حيي سيدي الهواري و الدرب العتيقين توجهنا الى حي ابن سينا المعروف ب «تيريقو» الذي يعرف هو الأخر نفس المشكل و قد شهد مؤخرا انهيار ب 19 شارع الاخوة الشيباني بغرفة لحوش متواجد بحي تيريقو ،و التي لم ينجم عنها أي خسائر بشرية و الحادثة متكررة مع عدة بنايات بالحي حيث ان سكان البناية نجوا بأعجوبة من الموت المحقق رغم ان البناية تم ادراجها في الخانة الحمراء إلاّ انهم لم يستفيدوا من عملية الترحيل التي قامت بها مصالح الولاية. ولا يزال مسلسل الانهيارات متواصلا بالبنايات الهشة خاصة مع الامطار الطوفانية التي ضربت الولاية مؤخرا . تجدر الاشارة الى أن عملية إحصاء واسعة مست البنايات القديمة وتحديد تلك المتواجدة في حالة خطر و وضعها ضمن [الخانة الحمراء] ما يعني ضرورة ترحيل سكانها إلا أن العائلات المقيمة في البنايات المتهرئة بالحي أكدت عدم استفادتها من سكنات جديدة في إطار عمليات الترحيل ، و لم تفهم هذه العائلات القاطنة بهذا الحي أسباب ما سموه بالإقصاء من قوائم المستفيدين بالرغم من تسجيلهم في القائمة الحمراء عمارات وسط المدينة لم تنج من الانهيارات إضافة الى هذا فقط عاش سكان شارع العربي بن مهيدي وسط المدينة نفس حالة الهلع، حيث أثار حادث انهيار سلالم بمبنى قيد الترميم ب 26 شارع العربي بن مهيدي حالة من الهلع و الذعر وسط السكان والمارة حيث تسبب هذا الأخير في إصابة خمسيني بجروح خطيرة على مستوى الرأس والظهر تم تحويله من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى بن زرجب في حالة حرجة. المصاب كان قادما من ولاية الشلف من أجل فحص عند الطبيب رفقة ابنته البالغة من العمر 16 سنة و التي تعرضت هي الأخرى إلى صدمة إلا انه و عند صعودهما المبنى الذي تتواجد به عيادة الطبيب حتى تفاجئا بانهيار السلالم على مستوى الطابق الثالث و الرابع بالعمارة، ما أدى إلى إخطار أعوان مصالح الحماية المدنية الذين تنقلوا إلى عين المكان و قاموا بإجلاء 7 مرضى كانوا بصدد معاينة عند طبيب الأمراض الصدرية بنفس العمارة فيما تم الاستعانة بسلم ميكانيكي لإخلاء الثلاثة الباقين بالإضافة إلى سكان العمارة الذين يقطنون ما بين الطابق الثالث و الرابع كما ان حال العمارة لا يزال على حاله إلى غاية اليوم حيث أن المواطنون أثناء مرورهم تحت تلك المباني القديمة،يخافون من انهيار مفاجئ لإحدى الشرفات. سكان مرسى الكبير يتخبطون في نفس المشكل و هو الحال بالنسبة لعمارة مقابلة للقنصلية الفرنسية حيث ان المار بهذا الشارع مجبر على تفادي بالقرب من بالبنايات وبات هذا السيناريو يتكرر من حين لآخر في ظل اهتراء بعضها، كان سببها انهيارات جزئية في هذه العمارات أو سقوط شرفاتها على المارة. لم يتوقف الامر ببلدية وهران بل كانت وجهتنا أيضا على مستوى بلدية مرسى الكبير بدائرة عين الترك حيث تعاني عائلات قاطنة ب 9 شارع محمد خميستي منذ 50 سنة من مشكل الانهيارات المتواصلة حيث حسب السكان فأنهم يعيشون وضعية كارثية وتعرف البناية التي يسكنون بها عدة تشققات على مستوى السلالم وبالجدران.