شدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، الثلاثاء بالجزائر، على ضرورة مساهمة كل الفاعلين في القطاع من أجل بلورة رؤية إصلاحية متكاملة تجعل من الجامعة الجزائرية قادرة على الاستجابة لمتطلبات المهن المستحدثة. وأوضح الوزير، خلال عرضه لحصيلة القطاع أمام اللجنة المختصة بمجلس الامة ان" التحديات التي تواجه نظام التعليم العالي في بلادنا ستزداد وطأتها في قادم السنين، وهو ما يتطلب العمل مع كل الفاعلين في الأسرة الجامعية والعلمية لبلورة رؤية إصلاحية متكاملة كفيلة ببعث ديناميكية جديدة في مجال التكوين عالية التأهيل". وأضاف أن الهدف من هذه الرؤية الإصلاحية المتكاملة هو"جعل جامعة الغد قادرة على مسايرة التحولات الجارية ومستعدة للاستجابة لمتطلبات المهن المستحدثة والمهارات الجديدة". ولتحقيق ذلك تم وضع خارطة طريق, بدأ العمل على تجسيدها منذ الموسم الجامعي الفارط شملت أولا الشروع في اعداد الصياغة النهائية للقانون التوجيهي للتعليم العالي من قبل فوج نصب شهر ديسمبر من السنة الماضية بهدف تحديث آليات حوكمة الجامعات للوصول تدريجيا الى تكريس استقلالية الجامعة. كما يتم لنفس الغرض العمل على صياغة اقتراح رؤية لإصلاح نظام الخدمات الجامعية من أجل تحسين الخدمات المقدمة للطلبة. ويتم العمل ايضا، حسب الوزير، على مراجعة خريطة التكوين الجامعي وتكييفها مع مهن المستقبل واحتياجات السوق الاقتصادية كما يتم في نفس السياق، التركيز على الشراكات الدولية بما يؤمن انفتاحا فعالا للجامعة الجزائرية ويضمن استفادتها من الخبرات الأجنبية. ومن ضمن المحاور التي تضمنتها خارطة الطريق ايضا الشروع في تنفيذ ميثاق الاخلاقيات والآداب الجامعية لتحسين صورة مؤسسات التعليم العالي في المجتمع وحماية مكتسباتها وتضع حد لكل أشكال التعسف والتجاوز وتضارب المصالح. ومن أجل انفتاح الجامعة على عالم الاقتصاد تم تنصيب فوج عمل مع الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل لتفعيل فضاءات التواصل بين الجانبين وتفعيل دور المقاولاتية وتكثيف دورات التربص بالمؤسسات الإقتصادية وإعداد مستقبلا الدكتوراه فيها بالإضافة إلى تنصيب فوج عمل مع وزارة التربية لإعادة النظر في الشهادات التي تمنحها المدارس العليا للأساتذة تم تنصيب أفواج عمل أخرى مع وزارتي الفلاحة والصيد البحري لانجاز أبحاث مشتركة وترقية الزراعة الصحراوية. وذكر الوزير بالمناسبة ان الظروف الاستثنائية التي فرضها تفشي وباء كورونا دفع بالقائمين على القطاع الى اتخاذ جملة من التدابير البيداغوجية الاجتماعية لإنقاذ السنة وحماية الأسرة الجامعية. ومن ضمن هذه التدابير تسخير 2444 حافلة لنقل أكثر من 71الف طالب مت بين الولايات في ظل غياب النقل العمومي واستفادة 3260طالب من الجنوب من النقل جوا نحو المؤسسات الجامعية بالشمال، يضيف الوزير.