أكد رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر الدكتور شاميل بوطالب ونائبه السيد مرابط طلال محمد حبيب خلال الندوة الصحفية التي نشطاها صبيحة أمس بمقر جريدة الجمهورية تحضيرا «للملتقى الوطني الأكاديمي المنهج» الذي سينعقد غدا بفندق الميريديان، أن الهدف من هذا النوع من الملتقيات هو إبراز الحقائق الخاصة بمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ولوضع حد للكثير من الأكاذيب والمغالطات التي طالت هذه الشخصية التاريخية، مردفا أن تاريخ الأمير شريف ولا يوجد ما يخجل منه وليس مزيّفا. وأضاف منشطا الندوة الصحفية بأنها المرة الأولى في تاريخ المؤسسة التي لن يكون فيها الملتقى علميا فقط، بل سيجمع بين العلم والدين حيث ستشارك فيه شخصيات دينية، لتقدم لنا البعد الروحي في شخصية الأمير عبد القادر، وهذا في إجابة عن سؤال صحفية الجمهورية فاطمة عاصم. وأضاف المتحدثان بأن التركيز هذا العام سيكون على الذكرى 184 لمعاهدة تافنة التي تثار حولها الكثير من المزاعم ويتم تلخيصها في كونها معاهدة استسلام، في الوقت الذي تؤكد كل المعطيات التاريخية بأن الأمير هو الذي كان يمثل حجر الزاوية في هذه المعاهدة، بدليل أن الوثيقة الموقعة أكثرها شروط أملاها الأمير عبد القادر على خصمه، وهذا ما يستبعد نظرية الخنوع التي تحاول فرنسا رسمها لهذه الشخصية التاريخية التي قاومت الإستعمار منذ بدايته ولم ترضخ له في كل المراحل. المغالطون بماسونية الأمير هدفهم تكسير الوطنية لدى الجزائريين في جانب آخر أثار المدير العام لجريدة الجمهورية السيد محمد عالم سؤالا فلسفيا ذا بعد روحي حول شخصية الأمير عبد القادر، الذي قال عنه أنه إلى جانب كونه شاعرا ومقاوما ومتصوفا وإنسانا، إلا أن هناك اتهاما خطيرا لهذه الشخصية كونها ماسونية في الكتابات المغرضة أو التي تعتمد على المراجع الأجنبية والكثير من الجاهلين بتاريخ هذه الشخصية يركزون عليها لتشويه سمعة الأمير، ملتمسا توضيح هذا الجانب المهم للرأي العام. وهو ما أسند للأستاذة دواجي التي نفت هذه التهمة جملة وتفصيلا عن الأمير عبد القادر من خلال ما تثبته الحقائق التاريخية والبحوث الأكاديمية الموثقة، مقدمة للحضور لمحة مهمة عن هذه الإشاعات التي طالت شخص الأمير عبد القادر والتي زرعها الفرنسيون، مستغلين ما قامت به الكنيسة التي منحته «نيشان بيوس التاسع» من البابا في تكريم له عن قضية إنقاذ 15 ألف مسيحي في 1860 عن حادثة باب تومة بدمشق، ليتساءل حفيد الأمير عبد القادر السيد مرابط طلال محمد حبيب أمام الحضور»ما الهدف من منح الأمير هذه الأوسمة والنياشين إن لم يكن هناك هدف لتشويه صورته؟»، وأنه إلى وقت قريب لم تكن هناك أي كتابات تشير إلى أن الأمير ماسوني، والخديوي كذب ذلك. أما فيما يتعلق بجانب الذاكرة واسترجاع الأرشيف الخاص بالأمير عبد القادر من فرنسا وعلى الأخص من منطقة الشام التي مكث فيها طويلا، والذي طرحه رئيس تحرير جريدة الجمهورية السيد بن علال محمد فقد أكد بشأنه الدكتور شاميل بوطالب بأن هذه القضية فيها مافيها، وبأن الأرشيف المسترجع إلى غاية الآن مهم لكنه قليل، حيث تم شراء أرشيف عثماني ينتظر الترجمة البعض من مكتبة «زوميروف» لكن أكثرها مزور، وهي نسخ من مخطوطات بيد الأمير، لكن يضيف ذات المتحدث بأنه شخصيا لا يثق في الأرشيف الذي يأتي من فرنسا لعلمه أن الأمير عبد القادر كان يكتب كل معاهداته ورسائله بالعربية وليس بالفرنسية لذلك يستبعدها، ويفضل الإعتماد على التقارير العسكرية لأنها أكثر مصداقية، ومن خلالها تم التوصل إلى الكثير من الحقائق من خلالها. وأضاف بأنه في المؤسسة يوجد حوالي 50 مخطوطا حقيقيا للأمير عبد القادر، ويملك هو شخصيا حوالي 100 كتاب حول هذه الشخصية، ومخطوطات أخرى لكن الموثق منها يوجد سوى 50 فقط، مؤكدا بأن المؤسسة استرجعت في الفترة من 2012 إلى 2016 من مركز «صدى عصملي أرشيفي» باسطنبول 500 ورقة ما بين مخطوط وأوراق مكتوبة بالخط اللاتيني التركي حول الفترة التي قضاها الأمير عبد القادر بتركيا من 1852 إلى 1855 قبل أن يتم ترحيله إلى تركيا بعد الزلزال، وهي عبارة عن نسخ لكن ترجمتها تتطلب أموالا باهظة. ودعا الدكتور شاميل بوطالب زميلنا اياس بن زيان من التلفزيون العمومي الجزائري إلى حضور الملتقى الذي سينعقد غدا الأربعاء بفندق الميريديان، وهذا إجابة عن سؤاله الذي طلب فيه من منشطي الندوة الصحفية بعض التفاصيل عن معاهدة تافنة، التي أكد بشأنها المتحدثان بأن الأساتذة الذين سينشطونها سيقدمون الكثير من الحقائق التاريخية بشأنها. في جانب آخر أثارت زميلتنا مليكة باسي من وكالة الأنباء الجزائرية سؤالا حول ماقامت به مؤسسة الأمير عبد القادر لهذه الشخصية للتعريف بها لغير المختصين في التاريخ، ومدى تعاونها مع المؤسسات الأجنبية ومخابر البحث العلمي المختصة، والتي أجابها عنه الدكتور شاميل بوطالب بأن المؤسسة كانت لديها مجلة كانت تصدر كل ثلاثة أشهر، لكن توقفت ولكن عاودت نشر كتبه مثل كتاب «ذكر العاقل وتنبيه الغافل» ومواقفه في جزئين وديوان الأمير عبد القادر، مضيفا أنه هو شخصيا يشتغل على كتابه « المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد» وهو كتاب مهم يقوم بتصحيحه. السلام مبدأ الأمير جسدته الدبلوماسية الحديثة كما طرح طالب جامعي من بين الحضور سؤالا حول مدى مساهمة المؤسسة في مسألة العيش في سلام التي تتزامن واليوم الدولي للعيش في سلام المحتفى به في 16 ماي من كل سنة والذي نادت به الجزائر ورسمته هيئة اليونيسكو، والذي أكد بشأنه نائب رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر السيد لمرابط الحبيب بأن كل ما قام به الأمير عبد القادر هو للعيش بسلام بداية من إنقاذه للمسيحيين في لمسة انسانية وأن اقتراح العيش معا كانت فكرة الشيخ بن تونسي جسدتها قوة الدبلوماسية الجزائرية، اعتراضنا كان فقط على التاريخ وهو 16 ماي لأنه يمثل لنا حزنا وعارا على فرنسا التي خربت زمالة الأمير في هذا اليوم. أما زميلنا محمد قولال نائب رئيس تحرير بجريدة الجمهورية فقد دارت أسئلته حول مكمن السلم والعالمية في مسيرة الأمير عبد القادر، وماهي الرسالة التي تسعى المؤسسة لتوصيلها للجزائريين والأجانب للحفاظ على ذاكرة الأمير، وعن مدى رضى المؤسسة عن الصورة التي تقدم بها المنظومة التربوية الأمير عبد القادر لتلاميذنا. في هذا الصدد أكد الدكتور شاميل بأن الملتقى هو الذي سيجيب في الجانب العلمي والديني عن الشقين الأولين من السؤال فيما عبر عن عدم رضاه عما تقدمه المنظومة التعليمية لتلاميذنا وبأنه جد قليل، وسيكون هذا ضمن توصيات الملتقى. كتابات ستورا «لا حدث» واعتبر المتحدثان ما صدر عن المؤرخ الفرنسي بانجمان ستورا فيما يخص الثورة الجزائرية وعلى الأخص ما يتعلق بسيرة الأمير عبد القادر «لا حدث»، في إجابة لسؤال طرحه زميلنا حكيم غالي من يومية «واست تريبون» وأنه قبل أن يتطرق إلى تاريخنا على فرنسا أن تعترف بجرائم الحرب التي ارتكبتها ضد الإنسانية في الجزائر. ويضيف المتدخلان بأن المؤسسة تحاول إبراز ما يمكن إبرازه بالتعاون مع الإعلام، لأنهم لا يملكون الحقيقة المطلقة بل يعملون على دراستها بكل احترافية في تركيز على تصحيح للمغالطات التي تتم اثارتها حول شخصية الأمير، والترويج لأكذوبة الإعتراف بسيادة فرنسا على الجزائر بأكملها، وهذا إجابة على تساؤل لزميلتنا خيرة غانو من جريدة الشروق اليومي التي أثارت أيضا علاقة الأمير بفلسطين والتي تمت الإجابة عنها بإسهاب حول العلاقة الروحية التي كانت موجودة والدليل طلبه الإستقرار بعكة أو الاسكندرية. تدخلات أخرى لزميلتنا من جريدة الشعب كريمة براهمية حول أهم التوصيات التي خرجت بها الملتقيات السابقة خاصة فيما يخص التنسيق مع مراكز البحث العلمي والتي أجاب عنها بأنه كان فيه إنجازات كبيرة من حيث التعريف بمناطق تاريخية في حياة الأمير. ومن الجمهورية تساءل صحفيها من القسم الرياضي أمين بقدوري عن جدوى انجاز فيلم حول شخصية الأمير عبد القادر على شاكلة ما أنجز حول شخصيات تاريخية أخرى كالشيخ بوعمامة وعمر المختار خاصة وأنه كان هناك فعلا مشروع في هذا الصدد، لكن الدكتور شاميل أكد استبعاد الأمر لعدة أسباب أهمها الظروف الحالية وما يجري في الساحة الدولية والمغالطات التي جعلت المؤسسة تعيد عملها الجبار الذي بدأته منذ تاريخ تأسيسها في 1991، وتأكيد على أن رغبة «البايات» في الانفراد برئاسة الجيوش والإستئثار بالحكم هو الذي أفشل مقاومة الأمير الذي كان يملك الإمكانيات العسكرية و السياسية الكافية لإخراج فرنسا منذ البداية وهذا في رده على سؤال لزميلتنا حياة بلعربي من القسم الجهوي بجريدة الجمهورية حول الإتهامات الموجهة للأمير عبد القادر حول عدم فعل ذلك. للتذكير فإن الملتقى الوطني الأكاديمي المنهج الذي ينظم غدا بفندق الميريديان بوهران سيكون تحت شعار « الذاكرة، وتوحيد اللحمة الوطنية حتى لا ننسى» وهو موسوم ب «السلم والعالمية في مسيرة الأمير عبد القادر الحسني الجزائري»، وهذا بمناسبة الذكرى 138 لوفاة الأمير عبد القادر والذكرى 184 لمعاهدة التافنة التي سينشطها الأستاذ الأخضري عيسى من جامعة الجلفة، والأستاذ بلغيث محمد الأمين من جامعة الجزائر، والأستاذ بوزيد بومدين من جامعة وهران.