مازات مواقف الدبلومسية الجزائرية تثير اشمئزاز العديد من الأطراف الذين لايريدون لصوت الحق أن ينتصر ولايبغون السداد في مسيرة الشعوب المناهضة للاستعمار الذي أكل عليه الدهر وشرب وأضحى من التاريخ المخزي للمستعمرين الذين نهبوا و مصوا دماء البلدان التي رزحت تحت نيره وما تزال كذلك .. نقول هذا لأن الجزائر الوفية لمبادئ ثورتها المظفرة ثورة أخرجت الاستدمار يجر أديال الخيبة والهوان بتلقيه الدروس اللامنسية من ثوارها وشعبها الأبي لا تنكث العهود ولا تناور أمام المثل العليا للحق والحرية والانعتاق .. فقضية مثلا كالصحراء الغربية والتي أنصفتها وما انفكت الشرعية الدولية من قرارات تصب كلها في خانة تكريس تقرير المصيرلا يمكن البتة للجزائر أن تدير ظهرها لها لأنها ببساطة مسيرة شعب مناضل ومكافح من أجل التحرر من أغلال العبودية هذا الحق في تقرير المصير لم تتوان الدبلوماسية الجزائرية في دعمه والمطالبة بتجسيده على أرض الواقع طالما أن منظمة الأممالمتحدة هياكلها الداخلية أقرت وماتزال أن الملف الصحراوي مسألة تصفية استعمار ليس إلا.. الدبلوماسية الجزائرية العتيدة برجالاتها ودبلوماسييها المحنكين الذين صقلت ملكاتهم التفاوضية المحن والنزاعات الدولية وهم يشاركون في حلحلة خيوطها السوداء من منطلق الضميرالوطني الخاص المتجرد من كل مصلحة ظرفية أو آنية اللهم إلا تمكين المستضعفين من العيش الكريم كغيرهم من بني البشر وممارسة حقوقهم الطبيعية في الحرية والكرامة بعيدا عن منطق التسلط والاستغلال المنافي للمبادئ الانسانية والأممية التي يكرسها ميثاق الأممالمتحدة في ديباجته وروحه .. أليس هذا انتصارا لهذه الدبلوماسية ذات الطابع الانساني التحرري والتي حملت لواءها الجزائر مند عهدها الأول بالاستقلال إلى يومنا هذا و إلى الأبد ..فكل التشريعات العالمية والتي صادقت عليها حت الدول المستعمرة تنص على أن الانسان يولد حرا ليعيش حرا فما بالك بشعوب بأكملها ومنها الشعب الصحراوي يكافح للتخلص من براثن الاستدمار على رأي الأستاذ مولود قاسم رحمه الله.. إن الجزائر شعبا ودولة ودبلوماسية ماضية في مسارها المعهود بالتأييد لكل القضايا التحررية في العالم وعلى رأسها القضية الأم فلسطين ولا تشك قيد أنملة في أن الزمن طال أو قصر سيكتب لها ذلك بأحرف من ذهب لا لشيئ سوى أن دبلوماسيتنا تمخضت من رحم ثورة نوفمبر المجيد وكتبت بالدم واللهب المقدس .