تزخر ولاية الشلف بمؤهلات طبيعية كبيرة ومواقع سياحية وايكولوجية خلابة، وجبال وغابات وسدود تؤهلها لاحتلال مكانة هامة على الصعيد الوطني في مجال السياحة الجبلية . على غرار جبل «بيوب» وجبال" بيسا وجبال " وادي الرمان"، ومنطقة " الديدبان" بأعالي بلدية المرسى وغيرها من الأماكن الغابية التي تعدّ أماكن للاسترخاء وممارسة مختلف الرياضات ، ورغم أن السياحة الجبلية اكتشفت منذ قرون، إلا أنها لا تزال بولاية الشلف متأخرة ، مقارنة مع الولايات المجاورة مثل مستغانم التي شهد بها قطاع السياحة قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة ، وعلى مختلف الأصعدة .. مواقع غابية ثمينة بمناطق الظل وما لا يمكن إنكاره أن المناطق الجبلية عرفت عزوفا وهجرة جماعية خلال فترة العشرية السوداء ، التي كانت لها تأثير كبير على السكان الذين نزحوا نحو المدن بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وتفاقم الفقر وغياب الخدمات والمرافق الهامة ، كالسكن والتعليم وغياب الطرقات وغيرها ، كان سكان الجبال هم أقل استفادة من مختلف برامج التنمية، غير أن الدولة الجزائرية تداركت الوضع ، وأطلقت حملة واسعة للاهتمام بهذه المناطق التي أطلقت عليها اسم " مناطق الظل" ، مؤكدة على ضرورة الاهتمام بها وتوفير شروط الحياة الضرورية لسكانها ، كما أعطت أهمية كبرى للسياحة الجبلية التي باتت تساهم بشكل كبير في تنمية السياحة والاقتصاد والتنمية المستدامة.. المنطقة الساحلية بولاية الشلف تزخر بموقع جغرافي مميز، حيث يوجد بها البحر في الشمال و جبال الظهرة في الجنوب و جبل " زكار" في الشرق ، كما أن الساحل يغطيه موقع الغرب الذي يمتد من بني حواء إلى تنس، ويمثّل منظرا جميلا مخضرّا يطل من سفح جبل " زكار"، وتكون أغلبية هذه المواقع الغابية خلجانا أمثال " بوشرال" و«ترغنية" و« دوميالتي" التي تشكل لوحة طبيعية خلابة تلهم كل من يزورها من داخل وخارج الجزائر ، كما أن السهول التي تطلّ على الخليج صالحة كي تكون مراكز للعلاج بمياه البحر ومحطات مناخية قيمة، وتحوي هذه الجهة بلديتين هما "بني حواء" و "واد قوسين"، حيث أنها تمتد على 40 كلم ، وتتسم بمؤهلات يمكن أن تجعل منها قطبا سياحيا ذو بُعد دولي... عاصمة الساحل " تنس" تستغيث .. !! يمتد الشاطئ الغربي بالنسبة لعاصمة الساحل تنس، على 70 كلم، و منطقته هي أوسع من الشاطئ الشرقي، فهي تضيق أحيانا ، لاسيّما في واد الملح و واد تغزرت، و عند مخرج المنطقة السكنية " القلتة"، إلى غابة بداية شاطئ الدّشرية ببلدية " الدّهرة "، كما تتموقع في الناحية الغربية 3 بلديات وهي سيدي عبد الرحمان و المرسى و«الظهرة"، و تزخر بمميزات سياحية هائلة ، على غرار الشواطئ والغابات الصالحة للصيد السياحي. ومن ناحية أخرى، فإن مدينة تنس الواقعة على بعد نحو 50 كلم من الشلف تحتوي على موارد أكثر كثافة، لأنها تشمل مواقع سياحية هامة، علاوة على القدرات البحرية، وربما هذا ما يقوله عنها الناس من خارج الولاية، لكن الواقع غير ذلك، بسبب انعدام الاهتمام بهذه المنطقة والعمل على تطويرها سياحيا، ما يدفع بأبنائها إلى التوجه نحو ولايات أخرى، من أجل الترفيه والاستجمام وقضاء عطلتهم الصيفية، وكأن مدينة الشلف ولاية غير سياحية رغم ما تكتنزه من كنوز في هذا المجال . وعليه ، فإن المواطن بالشلف يأمل أن تعمل الجهات المختصة على تطوير القطاع السياحي، والاستثمار في هذا المجال من أجل تحسين صورة المدينة واستغلال ثرواتها الطبيعية والجغرافية، فالشلف مدينة غنية يمكن الاستفادة من ثرواتها عبر عدة طرق، خاصة إذا وفرنا لها ما تحتاجه من إمكانيات، كما أن السياحة الجبلية لا تحتاج سوى إلى إرادة قوية وعزيمة صادقة من أجل تطويرها ، والتأكيد على العمل الجماعي وتظافر الجهود.. وما يبعث على الأمل ويمكن الإشادة به هو قيام الجهات المعنية بفتح مسالك سياحية لم تكن موجودة ، وهي مسالك تؤدي إلى الأماكن الثقافية والتاريخية ونحو المساحات الخضراء والغابات والسدود وغيرها، وهي خطوة ثمنها المختصون في المجال السياحي والمثقفون أيضا والمواطنون، الذين دعوا أبضا إلى تشجيع الاستثمار السياحي، خاصة السياحة الجبلية المنسية ، التي بإمكانها أن تساهم في توفير مناصب شغل وتحُدّ من الهجرة نحو المدن.