تشهد العديد من شواطئ الولاية، انتشارا وتراكما كبيرا للأوساخ، وهو الأمر الذي أضحى يشوه المنظر العام لسواحلنا الخلابة، يأتي هذا قبل أيام معدودات من موعد انطلاق موسم الاصطياف، المقرر في الفاتح جويلية من هذه السنة، في حالة ما إذا لم يتم طبعا تأجيله بسبب الأزمة الصحية الحالية. ونعلم أن وهران ذات نسبة سكانية مرتفعة إلى جانب ذلك تسجل كل سنة توافدا لأعداد هائلة من السياح الذين يفضلون قضاء عطلتهم بالباهية، وفي ظل تسجيل نقص في أماكن الاستجمام والتنزه بذات المدينة، يعتبر الوهرانيون والسياح عامة أن التوجه إلى البحر للاستجمام، لا يمكن الاستغناء عنه في فصل الصيف، لاسيما وأن هذا موسم الاصطياف يعد أحد الفصول التي تعد متنفسا لهم، وعليه فإن الانتشار الكبير للأوساخ والقاذورات، التي يتحمل جزءا كبيرا منها المواطنون خصوصا أولئك الذين لا يملكون الحس المدني، في ظل تراجع دور الجماعات المحلية ومؤسسات النظافة، في القضاء على هذه النقاط السوداء، التي شوهت الوجه الجمالي للمنطقة وتسبب في استياء المصطافين، الذين اشتكوا من اتساخ الشواطئ في السنوات الأخيرة، وقد وقفت أول أمس جريدة «الجمهورية» على أحد شواطئ الكورنيش الغربي، وهو شاطئ «كوراليز» التابع لبلدية بوسفر، حيث تفاجأنا للوضعية الكارثية التي أضحى عليها هذا الشاطئ، فالقمامات منتشرة في كل مكان وبأحجام كبيرة، الأمر الذي شوّه جمالية هذا المكان، دون ان ننسى الروائح الكريهة، المنبعثة من قنوات الصرف الصحي، فالظاهرة لا تؤثر على راحة المواطنين فقط، وإنما حتى على المحيط البيئي، ما من شأنه أن يشكل خطرا على الصحة العمومية للمواطنين، وعدم نقاء مياه الشواطئ سيؤثر بدوره على الثروة السمكية التي عرفت تراجعا في السنوات الأخيرة. واستغل ساكنة بلدية بوسفر فرصة تواجدنا بعين المكان حيث عبروا لنا عن تذمرهم من هذا الوضع الكارثي، حيث وجهوا رسالة إلى السلطات الولائية والبلدية والقائمين على السياحة بوهران والمجتمع المدني بالتدخل، للقضاء على هذه النقاط السوداء التي باتت تعرفها العديد من الشواطئ، بتنظيم حملات نظافة حقيقية وليس شكلية، وتوعية المواطنين بالمحافظة على نظافة الشواطئ، لاسيما وأن السياحة الداخلية مصدر حقيقي لإنعاش القطاع والترويج للثقافة السياحية المحلية، ولكن في ظل هذه الوضعية الكارثية، من الصعب الرقي بالسياحة والتسويق لصورة وهران السياحية التي تتأهب لاحتضان العديد من التظاهرات، منها وبالخصوص الألعاب المتوسطية في 2022.