* كل فرقة متنقلة تلقح 150 شخصا يوميا * كل مركز تلقيح يطعّم أزيد من 600 وافدٍ يوميا حالة الذعر والفزع التي يعيشها سكان وهران بسبب أخبار الموت وإرتفاع الإصابات بالسلالات المتحورة لفيروس كورونا وما يقابله من وضعية كارتية لحال مستشفياتنا أزمتها ندرة الأكسجين، والضجة التي تناقلتها الفيديوهات والصور من المستشفيات عبر وسائل التواصل الإجتماعي وراء الإقبال المنقطع النظير على التلقيح منذ أول يوم من إنطلاق القافلة الولائية الكبرى التي نزلت بمختلف مواقع وأحياء الولاية بمبادرة من مديرية الحماية المدنية بالتنسيق مع مديرية الصحة. الوضعية الوبائية الحرجة خلقت حالة وعي استثنائي لدى المواطن الجزائري عموما وبعد أن كانت جرعات اللقاح المضاد لكوفيد-19 تبحث عن من َيتَلَقّح أصبح التزاحم اليوم من أجل تلك الجرعة، وبعد الرفض غير المبرر منذ فبراير 2021 تكتظ اليوم المؤسسات العمومية للصحة الجوارية بالمواطنين الراغبين في أخذ اللقاح، حتى تحول الوضع إلى فوضى عجزت عن التحكم فيها الكوادر الطبية التي أُنهكت قواها هباء في فرض التباعد وتخفيف الضغط وسط حشود المواطنين الذين أصروا على التلقيح على مستوى المؤسسات الصحية خاصة النساء في حين إقتصر الإقبال على نقاط تواجد مصالح الحماية المدنية على الشيوخ والشباب. عائلات تقبل على "سينوفاك" بالأحياء والفضاءات العامة ومن خلال جولة قمنا بها على مستوى مواقع تواجد قافلة التحسيس والتلقيح بداية من بوعمامة بالحاسي، والعثمانية وسيدي الهواري والحديقة العمومية، لاحظنا تلك الرغبة القوية في أخذ اللقاح من قبل مختلف فئات المجتمع خاصة كبار السن وحتى الشباب وكأنهم يأخذون جرعة أمل لحياة آمنة، يرفعون فيها سلاحهم الوحيد ضد كوفيد.. من أجل سلامتهم وسلامة عائلاتهم ..فهم لا يريدون المزيد.. من الموتى.. من العذاب.. من الدموع.. ويكفي ما خسرت وهران والجزائر من أرواح بسبب الفيروس القاتل..هذا ما قاله بعض المواطنين الذين استحسنوا مبادرة إطلاق حملة التلقيح في الفضاءات العامة لتمكينهم الاستفادة من اللقاح بسهولة دون تسجيل أو انتظار طويل. كما التمسنا أيضا حرص المواطنين على أخذ لقاح سينوفاك الصيني تحديدا دون سواه، ليعلمهم الطاقم الطبي أن اللقاح المتوفر حاليا هو لقاح سينوفاك، وزرع الاقبال على التلقيح في الفضاءات العامة وعبر أحياء بلدية وهران والسانيا ومسرغين وبئر الجير وآرزيو وغيرها من البلديات الطمأنينة في نفوس السكان ما دفع إلى توجه عائلات بأكملها للاستفادة من الجرعة الأولى وأخذ موعد الجرعة الثانية الذي حدد بعد 20 يوما. ولا يفوتنا أن نشير إلى جهود الفرق الصحية المتنقلة من الأطقم الطبية ورجال الحماية المدنية الذين يجوبون مختلف أحياء الولاية بسيارات إسعاف مجهزة في إطار الحملة الكبرى، مجندين للسهر على إنجاح العملية وتلقيح أكبر قدر ممكن من المواطنين طيلة اليوم وكل يوم، عازمين على خوض هذه المعركة الحاسمة دون تراجع، علما أن كل قافلة تجري يوميا معدل 150 جرعة -حسب ما ذكرته مصادر مطلعة. ضغط بمؤسستي واجهة البحر وبن داود أنهك الأطقم الطبية وموازاة مع القافلة الصحية المتنقلة تتواصل حملة التلقيح على مستوى كافة مؤسسات الصحة الجوارية بولاية وهران، وزرنا في إطار هذا الاستطلاع كل من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية واجهة البحر وبن داود بالمدينة الجديدة حيث تم تخصيص مكاتب لاستقبال المواطنين وتلقيحهم، إلا أننا لا حظنا حالة فوضى وضغط كبير ضرب بها المواطن كل إجراءات الوقاية بما فيها التباعد عرض الحائط، وهذا ما عكس تعقد الأمور بالنسبة لسكان وهران الذين أدركوا أخيرا أن نجاتهم من الموت معلقة بالتلقيح، إلا أن ذلك لا يلغي الإلتزام بالشروط الصحية.. وما أزم الوضع داخل المؤسستين المذكورتين هو إقبال الراغبين في التلقيح للمرة الأولى مع موعد الجرعة الثانية للأشخاص الملقحين قبل شهر أو أقل، وذلك جعل الأمور تخرج عن السيطرة وسط غياب حس المسؤولية والتفهم من قبل المواطنين وأيضا غياب التنظيم وتعب الأطقم الطبية وشبه الطبية وحتى الإداريين في ضبط الأمور لاسيما وأن من بين الراغبين في التلقيح حالات تحمل أعراض الفيروس ويلزمها الأطباء بإجراء الفحص السريع أولا والتأكد من أن الحالة سلبية قبل أخذ الجرعة، وهذا ما شكل أزمة سوء فهم وأثار غضب الواقفين في طوابير الانتظار منذ الساعة الثامنة صباحا. علما أن المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بن داود بالمدينة الجديدة تجري يوميا 600 تلقيح، منها 300 جرعة في الفترة الصباحية والنصف المتبقي في الفترة المسائية. 20 فحصا سريعا يوميا ببن داود و توفر مؤسسة بن داود أيضا الفحص السريع للكشف عن فيروس كورونا للحالات التي تشك بإصابتها إما لحملها الأعراض أو لمخالطتها بأشخاص تبين أنهم مصابون بالفيروس، وتجري المصلحة يوميا ما يقارب أو يفوت 20 فحصا حسب عدد الكواشف المتوفرة، ويكشف الفحص عن حالات كثيرة إيجابية لمختلف الفئات العمرية وحتى الأطفال. مؤسسة الصحة الجوارية جان كرافت في الإدارات والمؤسسات العمومية كما جندت مديرية الصحة بعض المؤسسات العمومية للصحة الجوارية للتنقل إلى الإدارات والمؤسسات العمومية لتلقيح العمال والموظفين، منها مؤسسة جان كرافت بوسط المدينة التي وجهت طاقما الطبي وشبه الطبي إلى بعض المؤسسات منها ميناء وهران بهدف الإسراع في تلقيح أكبر عدد من المستخدمين وتحقيق المناعة الجماعية ضد وباء كورونا. في حين تستقبل المؤسسة الأشخاص الملقحين من قبل لأخذ الجرعة الثانية من اللقاح. ومن المنتظر أن تجوب الفرقة الصحية المتنقلة كل المؤسسات والإدارات حسب الطلب وبالتنسيق مع مديرية الصحة.