التضامن، جهد بشري خيّر، هدفه إعادة الحياة إلى أصلها وطبيعتها. إنه فكر وفعل رافض لكل مسلك ينم عن شر في إعدام الحياة سواء لشجر أو إنسان . التضامن هو سلوك إنساني فاضل، نبيل، ينم عن وعي كبير بقيم أخلاقية سامية وهو عمل بشري يصدر عن ضمير أخلاقي يرقى بصاحبه إلى الدرجات العليا من الإنسانية ويحول ضميره الفردي المعزول إلى آخر جمعي تتوحد به لحمة الجماعة والوطن والأمة. قد يبدو في أوليات سُلمه في مجرد هذه العاطفة العتبة المحفزة على المضي أكثر نحو فعل خيّر، نحو مساعدة قريب، نحو تلبية حاجة إنسان ما فقير، مريض، منكوب، نحو إغاثة متضرر من كارثة طبيعية أو جراء فاجعة أليمة. من تبدت في معالم طريقه عاطفة التضامن وهي شرطه الأولي، سيجد لا محالة سبيله إلى تنفيذ فعله الخير وسيختار ما يناسب من الأدوات والوسائل بلوغ غايته في رؤية سلوكه التضامن يحقق مقصده. لا يتوقف التضامن بوصفه فعلا أخلاقيا إنسانيا فحسب عند فعل الخير، بل إنه يكون أفضل بكثير لو تمكن من منع الشر أو صده. من أمكنه أن يقف على خدمة شخص هو بحاجة إليه جراء أزمة طبيعية أو صحية فذلك عمل إنساني من طراز رفيع بلا شك لكن أن يقف بكيفية تضامنية سدا منيعا في وجه إلحاق ضرر بإنسان أو كائن طبيعي حي فذلك عمل إنساني بامتياز أيضا. تتعدد أشكال التضامن وتتنوع وإن بقيت في أساسها تقديم خدمة طبية أو رعاية صحية أو تمكين المتضررين من كارثة من المواد التي يعوزونها وأولها أولويات الحياة المياه والأطعمة والأدوية وخاصة ونحن في أزمة صحية تفاقم أثرها وازداد عدد ضحاياها والمصابين بها. التضامن تعمل قلوب عامرة بالخير بمساعدة أيدي على تحقيقه وتعمل على تجديد مساعيها في سبيل ذلك باستغلال الإرادات الخيرة فردية كانت أو جماعية. غالبا ما يكون عملها في صمت وتفرح عندما تبلغ غرضها بانتصار الحياة. الحياة التي هي مصدر لكل فعل تضامني يبدأ بعاطفة حب الحياة أينما كانت في الشجرة أو في النحلة أو في الإنسانية وفق ما تدعونا إلى الحفاظ عليه واحترامه أخلاقيات البيئة. وقفت على الفعل التضامني بقسنطينة لدى جمعية (وجمعيات أخرى أكيد أنها على نفس الدرب في كل الأماكن تبادر لمساعدة المتضررين من الحرائق في الولايات التي طالتها النيران) يؤطرها شباب كلهم نشاط وحيوية لتبليغ تضامنهم الفعلي وما أمكنهم جمعه من أدوية ومواد مختلفة سكان المناطق المتضررة (خاصة تيزي وزو وبجاية وجيجل ومناطق أخرى) من الحرائق هم بحاجة ماسة إليها. التضامن فعل فاضل يكشف عن عمق وسمو القيم الأخلاقية الإنسانية.