الجزائر المحروسة قلعة الثوار ومنجبة الابطال العنيدة الصامدة الواقفة دوما الشامخة مثل جبال الأوراس والونشريس وجرجرة المتماسكة فرعها تماسك غاباتها واشجارها الملتهبة كالتهاب رمال صحرائها المعتزة بتاريخها وحضارتها الخالدة التي لا يطويها الزمان ولا تعيقها المصائب والنوائب فقد خلقت الجزائر لتبقى متحدة متراصة الصفوف متعاونة ومتكافلة وحرة سيدة عصية على الاعداء فقد امتزجت دماء ابنائها عبر القرون بالزواج والمصاهرة والجوار وفي ميدان الجهاد والكفاح والاستشهاد حيث قدمت الملايين من ابنائها من فرسان الحرية والشهامة والعزة والكرامة والنبل والشرف تملأ أسماؤهم كتب التاريخ وترويها الاجيال فهم رجال للرجال كما قال الأمير عبد القادر قائدة المقاومة ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة يأتيها السائرون على ارض الجزائر تمهلوا فكل شبر منها قد ارتوى بدم شهيد وحتى في المغارات والكهوف واسالوا غار فراشيش بالظهرة لعله يجيبكم عن المحرقة واسألوا البحر واسألوا السهل واسالوا الغابات والجبال لنا فيها بطولات ومقابر تشهد اننا كنا معا نقاتل من اجل تحرير الوطن واسالوا المنافي القريبة والبعيدة فهناك كنا وما زال احفادنا في كاليدونيا الجديدة يذرفون الدموع شوقا وحنينا الى وطن الاجداد فلا تحاولوا تجزئة عشقنا للوطن فنحن جزء من تربته الطاهرة الزكية فالوطنية رضعناها في حليب الامهات واستنشقناها مع صرخة الميلاد فلا مساومة في الوطن هذا جوابنا فلا تختبروا صبرنا ((فنحن الجبال بنو الجبال -صدى الجبال بنا حدا فمن سامنا بإذاية- علينا فعلى الجبال قد اعتدى) كما قال شاعرنا محمد العيد آل خليفة. إن من يريد ان يفرق بين صفوفنا نحن الجزائريين كمن يريد أن يفرق بين المرء وقلبه فروابطنا متينة عريقة قديمة حتى وان اختلفت لهجاتنا ومناطقنا السكنية فقلوبنا وعواطفنا واحدة متحدة ولا فرق بين عربي وامازيغي وقد اثبت التاريخ ان قبائل عربية تمزغت نهائيا وان قبائل امازيغية تعربت نهائيا ولم يكن بيننا خلاف ولا صراع على الأرض ولا على الهوية وابحثوا عن اسم العربي في القبائل فستجدون الكثير منه كديل أخوة وحب واحترام وتقدير ولقد فشلت شياطين الاستعمار ودهاقنته من الجواسيس والمبشرين ان يفرقوا بيننا وسيفشلون دائما وابدا فعلى صخرة الجزائر الصلبة تتحطم كل المؤامرات والمكائد وكيد الشيطان ضعيف كما جاء في القرآن الكريم وقدرنا أن نحيا في أرضنا الواحدة الموحدة وفي ظل دولتنا الوطنية وشعارنا (الجزائر وطننا والعربية لغتنا والاسلام ديننا) والامازيغية من عناصر هويتنا والنصر للجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.