شهدت معظم المدن بولاية البيض نزوحا مقلقا للعائلات البدوية من جل المناطق الرعوية على غرار المراعي الكبرى بالأبيض سيدي الشيخ وبريزينة والمحرة ،بوسمغون ،البنود وبوقطب وغيرها من المناطق التي كانت رائدة بتربية المواشي و يمتهن سكانها النشاط الرعوي و الترحال منذ قرون نتيجة قلة الاهتمام و استمرار موجة الجفاف التي قدرها بعض المختصين والمهتمين بحوالي عقد من الزمن، وكذا صرخات الموالين الذين أنهكتهم الظروف الطبيعية و قساوتها أمام شح السماء و زادهم غلاء الأعلاف التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في السوق السوداء أمام ضعف حصة العلف المدعم حسب تعبير الأغلبية من الموالين الذين فقدوا مواشيهم وحملوا أمتعتهم ونزحوا نحو المدن للبحث عن البديل والاستقرار والعيش الكريم ولقد اصطدموا بواقع مرير آخر وحسب السيد سليمان –موال- بأنه فقد خلال السنوات الماضية كل ما يملك من قطعان بسبب الجفاف وفقدت المراعي الكلأ ويعتبر بديلا عن الأعلاف التي أثقلت كاهلهم وأجبرته لبيع ما تبقى من مواشيه وشراء بيتا بمدينة الأبيض سيدي الشيخ ويقول بأنه يواجه واقعا اخرا من المعاناة لا يملك حرفة ولا وظيفة للاسترزاق لاسيما توفير متطلبات عائلته المتكونة من 5 أفراد ، وهو عينة فقط من بعض المتضررين، لذا يناشد سكان البدو الرحل من السلطات المحلية التكفل بهم لاسيما المنتشرين بمناطق الظل وانجاز مرافق ضرورية والتكفل بهم ومرافقتهم في ظل استمرار موجة الجفاف بالجنوب وتوفير الأعلاف للثروة الحيوانية التي يهتمون بتربيتها وتطويرها ويسترزقون من تجارتها علاوة عن مساهمتهم في تحريك الديناميكة الاقتصادية المحلية باعتبار المنطقة رعوية بامتياز