- منظمة أبناء المجاهدين تنظم ملتقى ولائي بجامعة بلحاج بوشعيب يأبى سكان ولاية عين تموشنت أن ينسوا زيارة الجنرال ديغول لولايتهم كيف لا وقد عايشوا أحداثا صنعت المعجزة عبر التراب الوطني وتكلم عنها الداني و القاصي من العالم فكانت مظاهرات التاسع من شهر ديسمبر الشرارة الأولى لانتفاضة شعبية عمت كل أرجاء الوطن العزيز بمبدأ لا للاستعمار الغاشم و تحيا الجزائر حرة أبية و الجزائر جزائرية مهما كان الثمن مسبلين في ذلك النفس والنفيس وهي كلمات صدحت بها أحياء عين تموشنت بعد تنظيم محكم لهذه المظاهرات التي بدأت فور أن وطأت الجنرال ديغول أقدامه على أرض عين تموشنت التي روتها دماء مئات الشهداء آنذاك فكان من الشباب من أوكلت إليه مهمة حمل العلم ومنهم من قام بإسقاط العلم الفرنسي وهو يرفرف أمام عيون رئيس فرنسا مثل المرحوم المجاهد عفيفي عبد القادر وهناك من النساء من خاطت في ليالي طوال الأعلام الوطنية بوسائل أقل ما يقال عنها أنها كانت شبه منعدمة و يتعلق الأمر بالسيدة سعدية في تلك الفترة من الزمن و منهم من أوكلت له مهمة رفع العلم مهما كان الثمن مثل المجاهد حسين مولاي فكان التنظيم وكانت الشجاعة وكانت التضحية لشباب استشهد ومنهم من هو على قيد الحياة مثل العم بن شراط مختار وهو مجاهد و الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين لولاية عين تموشنت الذي حدثنا عن ذلك اليوم المشهود بروح وطنية محضة صادقة حيث يتذكر جيدا ذلك اليوم راجعا إلى الوراء بيوم واحد أي يوم الثامن 8 من شهر ديسمبر 1960 أين كان مجاهدا بالمنطقة الأولى الولاية الخامسة بتلمسان حيث كانت له ولكل المجاهدين في تلك الناحية المعلومات الكافية حول زيارة الجنرال ديغول لعين تموشنت. الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين المجاهد شراط مختار: "المطالبة بترسيم التاسع ديسمبر يوما وطنيا " حيث التقى النظام آنذاك مع بعض المناضلين وطلبوا منهم أن يُفشلوا زيارة ديغول المقررة يوم الجمعة حيث نزل رئيس فرنسا بمطار زناتة بتلمسان يوم الجمعة صباحا ثم توجه نحو منطقة ولهاصة الغربية بعين تموشنت التي كانت آنذاك محاطة بالأسلاك الشائكة ولا يمكن دخولها إلا بواسطة رخصة دخول وخروج ومن هناك انتقل بالطائرة العمودية ونزل بمطار مولاي مصطفى المعروف بحي القرابة وصعد بسيارته الخاصة و نزل بساحة البلدية المسماة حاليا بساحة 9 ديسمبر في حدود الساعة العاشرة و55 دقيقة صباحا لكنه اندهش و ارتبك بخروج مئات الشباب وجميع المواطنين من كلا الجنسين وهم يرددون "الجزائر جزائرية " و«تحيا الجزائر حرة أبية " و غيرها من الشعارات غيرت نظرة ديغول نحو سكان عين تموشنت وشتت أحلامه الاستعمارية فكانت أولى المظاهرات شعبية ببصمات أولاد عين تموشنت الأشاوس و التي انتشرت في اليوم اليومين المواليين أي 10 و11 ديسمبر 1960 عبر كامل الوطن فكانت أول انتفاضة شعبية هزت أركان العالم و كان آخر مسمار يُدق في نعش الاستعمار الفرنسي في عين تموشنت وذهبت شرارتها إلى كل التراب الوطني ثم إلى فرنسا باندلاع مظاهرات 17 أكتوبر سنة 1961. وفي نفس السياق طلب الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين المجاهد شراط مختار من السلطات المركزية وعلى رأسها وزارة المجاهدين أن يؤرخ تاريخ التاسع ديسمبر من كل سنة كيوم وطني لا تحتفل به الولاية فحسب بل كل التراب الوطني وهو مطلب كانت قد طرحته فئة المجاهدين عدة مرات على السلطات المعنية وهم يلحون على ذلك لما له من أهمية تاريخية لمنطقتهم المجاهدة والتي ضحت بالنفس والنفيس وبمناسبة أحداث 9 ديسمبر نظمت أمس منظمة أبناء المجاهدين ملتقى ولائي على مستوى جامعة بلحاج بوشعيب للتذكير بالمناسبة و تحسيس فئة الطلبة الجامعيين بأهمية هذا الحدث التاريخي في استقلال الجزار العزيزة.