- فرحة الفرج وبسمة الأمل تمحو 35 سنة من الغبن والانتظار - ترحيل 524 عائلة تقطن بنايات قديمة مهددة بالانهيار إلى بلقايد ووادي تليلات - هدم أكبر مجمعين فوضويين بسيدي الشحمي ودوار الفلاليس سجلت ولاية وهران قفزة نوعية في توزيع السكن خلال سنة 2021 ، وبالأخص المدرج في صيغة الاجتماعي الإيجاري الموجه للمواطن البسيط، حيث تم خلال الاسبوع المنصرم لوحده فقط إدخال الفرحة والقضاء على معاناة 6400 عائلة انتظرت الحصول على سكن اجتماعي منذ 35 سنة، من بينها 969 عائلة كانت تقطن بيوتا فوضوية بأكبر مجمع قصديري بالولاية، يحاذي «سبخة بلدية سيدي الشحمي» تعود نشأته إلى عقود من الزمن، حيث تم ترحيلها إلى القطب العمراني بوادي تليلات، حيث استفادت من شقق جديدة لائقة تتوفر على كافة ضروريات الحياة الكريمة، ودعت من خلالها الغبن الذي كابدته لسنوات طويلة بأكواخ حولت يومياتها إلى جحيم في ظل افتقارها لأدنى الشروط الأساسية للعيش. فقد كانت مضطرة إلى تقاسم أكواخها مع الجرذان التي تغزو المكان، وتحمل الروائح الكريهة الناجمة عن تسربات المياه القذرة من (المطامير)، تزداد حدتها مع تساقط الامطار التي تغرق هذه البيوت وحتى الطرق الداخلية للحي ما جعلهم مجبرين آنذاك على قضاء عدة ليال بيضاء رفقة أبنائهم، دون أن ننسى الاشارة أيضا إلى أكوام النفايات التي كانت تحيط بها وتستقطب القطط والكلاب الضالة، التي تعرض العديد من الاطفال صغار السن الى عضاتها، ناهيك الاخطار التي كانت تواجههم بسبب قرصنة الكهرباء من أعمدة الانارة العمومية وكذا سرقة المياه من شبكات المياه الصالحة للشرب، الأمر الذي نجم عنه عدة أعطاب وانكسار للقنوات، اضطرت شركة "سيور" التدخل لصيانتها في الكثير من الأحيان . تخصيص 3 مواقع لإسكان مستفيدي السكن بالتنقيط علما بأن هذه المعاناة التي امتدت على مدار سنوات طويلة تمكنت السلطات المحلية وعلى رأسها والي وهران السيد السعيد سعيود، من وضع حد لها بإعادة اسكانهم بأحياء جديدة، شأنهم شأن ال 5400 عائلة أخرى التي استفادت من سكنات التنقيط ببلدية وهران بعد معاناة وانتظار تجاوز ال 35 سنة واستطاعت من خلال القرعة التي تم تنظيمها الخميس الماضي بقصر الرياضة الشهيد "حمو بوتليليس" بالمدينة الجديدة، من قبل ديوان الترقية والتسيير العقاري بالتنسيق مع مصالح دائرة وهران، وكذا مصالح الأمن والحماية المدنية، من التعرف على مواقع سكناتها وعلى الطابق ورقم الشقة لكل منها، علما بأن فرحة العائلات بهذه العملية التي أعادت البسمة إلى وجوهها ومنحتها أملا جديدا في الحصول على حياة كريمة، لا يمكن وصفها فقد رافقتها دموع السعادة والزغاريد المتعالية والسجود شكرا وامتنانا على نعمة الحصول على شقة تتوفر فيها جميع شروط الحياة الكريمة، يأتي هذا إضافة إلى تصريحات الذين حضروا (القرعة)، والتي عبرت في مجملها عن مدى سعادتهم، حيث ثمنوا من خلالها جهود الدولة والولاية في تخليصهم من الغبن، مع الاشارة الى أنهم تحصلوا على شقق أنجزت وفق مواصفات عالية الجودة بمجمعات سكنية جديدة تتواجد بحي "شكلاوة" بالبركي وكذا بعين البيضاء، إلى جانب القطب العمراني بوادي تليلات، ومن المنتظر أن تنطلق عملية توزيع هذه الشقق على مستفيديها قبل نهاية الشهر الجاري. توزيع 2270 مسكنا عموميا إيجاريا ب 6 بلديات يأتي هذا فضلا عن عدة عمليات نوعية أخرى سبقتها تم تنظيمها في غصون العام الجاري، والتي مكنت بدورها من تخليص المئات من العائلات من خطر البنايات القديمة المدرجة في الخانة الحمراء التي كانت تشكل خطرا على قاطنيها عبر عدة مندوبيات بلدية بوهران، حيث استفادت خلال عام 2021 ، 285 عائلة كانت تقطن عمارات مهددة بالانهيار بمندوبيتي "النصر" و«الامير"، حسب تقرير مركز الخبرة التقنية من سكنات جديدة بقطب وادي تليلات، وكذا 166 عائلة أخرى من مندوبية سيدي البشير وبالضبط بحي"سيدي البشير" "بلاطو" (سابقا)، إلى جانب ذلك رحلت 91 عائلة من مندوبية "ابن سينا" الى القطب الحضري ببلقايد، وتبعها توزيع السكن العمومي الإيجاري، بمختلف بلديات الولاية على غرار ال 700 مسكن اجتماعي بمسرغين و300 شقة ببوفاطيس و300 وحدة بمنطقة الشهايرية، فضلا عن 150 سكنا بالبرية وتوزيع 200 مسكن ببلدية حاسي مفسوخ و120 شقة بالكرمة، إضافة إلى اشهار قائمة 500 مسكن اجتماعي ببلدية العنصر، وقد شهدت حتى بلدية بئر الجير بدورها ترحيل 162 عائلة، كانت تقطن بنايات فوضوية تعود نشأتها الى ما يقارب ال 30 سنة والتي تحصلت على سكنات اجتماعية جديدة بالقطب العمراني لبلقايد، سمحت لها بتوديع حياة الغبن بأكواخ لا تصلح تماما للعيش. عملية إعادة إسكان كبرى لقاطني حي الصنوبر نهاية الشهر علما بأنه من المنتظر أن يتواصل الترحيل هذا الأسبوع ليمس ما يقارب ال 2000 عائلة بحي الصنوبر، التي تنتظر هذا الفرج بشغف كبير، وكذا سكان عمارات "الطاليان"، بحي الصديقية، الذين سيتم اعادة اسكانهم بالمجمع السكني الذي شيد خصيصا لهم بالقرب من المجمع الإداري المحاذي لمشتلة "عدل "، مع بداية الشهر القادم على أقصى تقدير، وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها ولاية وهران، وكذا حرص ديوان الترقية والتسيير العقاري على ضمان جاهزية أكبر من السكنات الاجتماعية الموجهة لإسكان المواطن البسيط ومنعدم الدخل الذي يعاني من هاجس السكن، وإرفاقها بجميع التجهيزات العمومية الضرورية لتقريب الخدمات منه وتجنيبه عناء التنقل إلى غاية الاحياء المجاورة، مثلما هو الشأن بالنسبة للمؤسسات التربوية والعيادات الصحية، إضافة إلى المحلات التجارية وملحقات تابعة لديوان "أوبيجيي" ووكالات لمؤسسة سونلغاز و«سيور" وكذا مراكز البريد، ناهيك عن مقرات الأمن الحضري والدرك الوطني لضمان أمن وسلامة المواطنين، وكذا تمديد وسائل النقل نحو هذه المجمعات السكنية الجديدة لتمكينهم من التنقل براحة تامة. تدشين قطب 8000 مسكن بوادي تليلات و14072 وحدة لعدل بقطب زبانة للتذكير فإن عام 2021 عرف بدوره هدم أكبر مجمعين فوضويين ببلدية سيدي الشحمي ودوار الفلاليس (ببئر الجير) ومكنت من القضاء على الفوضى التي شوهت هاتين المنطقتين ومن استرجاع أوعية عقارية هامة، وشهدت أيضا زيارة السيد طارق بلعريبي وزير السكن والعمران والمدينة، وإشرافه على تدشين قطب 8000 مسكن عمومي إيجاري بوادي تليلات وإعطاء اشارة انطلاق توزيع ما لا يقل عن 14 ألف وحدة سكنية شهر أوت الماضي، من بينها عدد من الحصص السكنية التي سبقت الاشارة اليها، هذا اضافة على تدشينه ل 14072 وحدة مدرجة في صيغة البيع بالإيجار "عدل" المنجزة على مستوى القطب العمراني الجديد " الشهيد أحمد زبانة " بمسرغين والتي سلمت بعدها مفاتيحها إلى المكتتبين المستفيدين منها بعدما تم تخصيص 44 مكتبا آنذاك و160 عونا، لهذه العملية التي تعد الأكبر من نوعها بالنسبة لهذه الصيغة السكنية، مع العلم بأن هذه العملية خلصت الآلاف من العائلات نهائيا من مشكل ضيق السكن والإيجار، التي كانوا مضطرين إلى تحمله لأعوام قبل الحصول على شققهم. أما فيما يتعلق بصيغة السكن الترقوي المدعم " ألبيا" فقد قام ديوان الترقية والتسيير العقاري خلال ذات السنة بتوزيع حصة 79 وحدة بقطب بلقايد وكذا 180 مسكنا آخر من قبل وكالة التسيير والتنظيم الحضري بمنطقة المحقن . وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن 202، كان عام توزيع السكنات بامتياز، حيث استفادت العديد من العائلات من هذه الشقق، بعد عقود من الانتظار، علما أن العملية ستتواصل هذه الأيام لتمس مواطنين آخرين، هم في أمس الحاجة إلى السكن، لتوديع وتطليق حياة الغبن والمعاناة، خصوصا أولئك الذين يقطنون في سكنات هشة وأخرى مهددة بالانهيار أو الذين يقطنون في سكنات انتهت صلاحيتها على غرار "عمارات الطليان" الذين وعدتهم السلطات الولائية بالإسراع في الانتهاء من ورشات البناء وخصوصا الأشغال الخارجية، لتوزيعها على المستفيدين منها.