- «أوميكرون» يحدث هلعا في العالم و«دالتا» في موجته الرابعة بالجزائر أعلنت منظمة الصحة العالمية أن العالم اليوم يواجه مرحلة جديدة من السلالات المتحورة وهي مرحلة "أوميكرون"، يأتي ذلك في الوقت الذي يُحدث هذا المتحور هلعا في العديد من الدول بسبب ارتفاع عدد الإصابات ومعها ارتفاع حالات الوفاة نتيجة مضاعفات كورونا، وظهور إصابات جديد بسلالة "أوميكرون" التي لم يسبر غورها العالم بعد في انتظار نتائج البحوث والدراسات. والمقلق أن "أوميكرون" وصل إلى الجزائر عن طريق المطار وتم تسجيل حالتين مؤكدتين، وأكّد مختصون في الصحة الجوارية أن "أوميكرون" سريع الانتشار بين الأشخاص، متوقعين تسجيل إصابات أخرى نظرا للتجربة السابقة مع المتحور "دالتا" التي كان لها نفس البداية، ما جعل الأطباء يدقون ناقوس الخطر مرة أخرى، ويدعون المواطنين إلى العودة السريعة إلى تدابير الوقاية والحذر من حالات التراخي والاستهتار التي قد تعيدنا إلى نقطة الصفر. التحسيس لم يُجدِ نفعا والإقبال على التلقيح شبه منعدم ومن جهتها، رفعت مديرية الصحة بولاية وهران تقارير مفصلة حول الوضعية الوبائية التي أكد عضو اللجنة العلمية الولائية لمتابعة تفشي فيروس كورونا الدكتور يوسف بوخاري أنها مقلقة، وأنه تم وضع السلطات المعنية في مقدمتها والي وهران السيد السعيد سعيود ووزارة الصحة من أجل اتخاذ إجراءات صارمة للتدخل من أجل فرض تطبيق تدابير السلامة على الأقل في الفضاءات العامة والأماكن المغلقة التي تشهد إقبالا كبيرا تزامنا مع عطلة الشتاء التي تسجل فيها وهران توافدا كبيرا للمواطنين من مختلف الولايات على الأسواق وأماكن التسلية والترفيه. وأكدت مصادرنا أن دور مديرية الصحة لا يتعدى التحسيس وإعداد التقارير المفصلة حول الوضع الصحي بالولاية، ورفعه إلى الجهات المعنية، في الوقت الذي لم تأت حملات التوعية أُكلها، ويقابل ذلك عزوفا كبيرا على عملية التلقيح، حيث ذكرت مصادر من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية واجهة البحر أن الإقبال على أخذ اللقاح المضاد شبه منعدم، وهذا منذ الإعلان عن تراجع عدد الحالات ورفع تدابير الحجر الصحي. ويؤكّد المختصون أن الحل لا يزال متوفرا أمام المواطن وهو اللجوء إلى التلقيح واتباع تعليمات الوقاية المعروفة لجنب انتقال العدوى والحد من تفشي الوباء في موجة أخرى بإمكاننا تجنبها بسلوكات بسيطة، ولا زالت الجزائر لم تسلم بعد من المتحورة "دالتا" وتداعياتها لتواجه متحورة جديدة قال عنها مختصون في الصحة أنها الأشرس والأسرع انتشارا، والمخيف أكثر هو حالة التراخي بين المواطنين الذين تخلوا كليا عن تدابير السلامة والشروط الصحية للوقاية من انتقال العدوى أمام توقف سهر الجهات الوصية على تطبيق إجراءات الردع والمراقبة المستمرة لمدى التقيد بالتعليمات الوقائية. أكثر من 50 إصابة مؤكدة يوميا بوهران ما دفعنا إلى تسليط الضوء على هذا الموضوع هو الوضع المثير للقلق في الشارع الوهراني كنموذج لباقي ولايات الجزائر، حيث وبعد أكثر من سنتين من الحرص والالتزام النسبي بالشروط الصحية، عاد المواطنون إلى كسر قيود الوقاية، بعدما تبدّدت مخاوفهم من السلالات المتحورة وعادوا بشكل مبالغ فيه إلى الحياة الطبيعية، رغم الوضع الخطير وتزايد الحالات الجديدة، حيث تُشير الأرقام إلى ارتفاع الإصابات على المستوى الوطني من 104 حالات مؤكدة في شهر نوفمبر المنصرم، إلى 186 حالة في أول أسبوع من شهر ديسمبر الجاري إلى 375 حالة خلال هذا الأسبوع. أما بالنسبة لولاية وهران فقد أكدت مصادرنا أن معدل الإصابات اليومية يتجاوز 50 إصابة، مشيرة إلى أن الأرقام تخصّ نتائج فحص ال«PCR"، في حين أن عددا كبيرا من المواطنين يحملون الأعراض، ويصابون بالمرض الذي كثيرا ما تتداخل أعراضه مع نزلات البرد والأنفلونزا، ولا يقومون بإجراء الفحص المخبري، خاصة بعدما أصبح يقتصر إجراؤه على المخابر الخاصة وأُلغيت مجانيته. وبالموازاة مع ذلك، تشهد مصالح كوفيد ضغطا كبيرا يزيد حدة غياب أبسط الإمكانات والتجهيزات والمعدات الضرورية التي يسبب فقدانها في خسارة العديد من المرضى. وأمام كل هذا يعيش سكان وهران حالة اللاوعي مرة أخرى، يقابلها تراخي السلطات في فرض التقيد بالبروتوكول الصحي الوقائي أمام مشاهد الاكتظاظ في وسائل النقل بما فيها قاطرات الترامواي، وحشود العائلات والأطفال المتواجدون في الحدائق وأماكن اللعب والساحات العمومية، وأيضا في الأسواق والمراكز التجارية وقاعات الحفلات وقاعات الرياضة، إضافة إلى الأنشطة والتظاهرات المختلفة التي تجمع حشود المواطنين دون أدنى التزام بتدابير التباعد الاجتماعي وارتداء القناع الواعي والتعقيم. وبالمقابل لا حديث رسمي عن العودة إلى الحجر الصحي أو الرجوع إلى إجبارية ارتداء الكمامات واحترام مسافة الأمان، وفرض تعليمات السلامة بالأماكن العامة والمواصلات والمحلات التجارية والإدارات، في انتظار بدأ تطبيق قرار فرض الجواز الصحي الذي يؤكد أخذ اللقاح المضاد لحامله والذي سيُعتمد كتأشيرة للدخول إلى الأماكن العامة والإدارات، ويبقى الوضع العام يُثير مخاوف الأطقم الطبية وشبه الطبية بالمستشفيات وقلقها من العودة إلى ارتفاع معدل الإصابات بكورونا أو بالمتحورة "أوميكرون"، وإن كانت هذه الأخيرة أقل فتكا من سابقتها، إلا أن الأمر يدعو إلى اليقظة والحذر لتجنب الأسوء –حسب الأطباء-.