تعزيز المناعة الجماعية للسيطرة على السلالات المتحورة ترى أخصائية الأمراض المعدية، دكتور عيسي ليليا، أنّ الوضع الوبائي صار مقلقا ويستوجب الإلتزام بالتدابير الوقائية والتوجه نحو مراكز التلقيح لأخذ جرعات اللقاح لتفادي تفاقم الحالة الصحية مستقبلا، خاصة مع موعد الذروة قريبا، حيث ستعرف تفشي متحورين سريعي الانتشار، ممّا يجعل توقع الزيادة في حالات دخول المستشفيات. الشعب: منحنى الإصابات في تزايد منذ شهر تقريبا، هل نستطيع القول أنّنا بحاجة إلى العودة إلى الالتزام ؟ د.عيسي ليليا: طبعا الارتفاع المستمر في منحنى الإصابات يستلزم على الجميع التقيد التام بقواعد السلامة الصحية، والتخلي عن حالة التراخي التي تسببت في العودة القوية للإصابات، حيث أكد أننا نسجل نفس الأرقام في أغلب مستشفيات الوطن، وهو ما يجعلنا نترقب ذروة الموجة الرابعة قريبا. - في حديثكم عن ذروة الموجة الرابعة ،متى ستكون ؟ المعطيات الوبائية تقول، إننا سنعيش تزايدا مستمرا في عدد الإصابات بكوفيد 19، ما يدل على اقتراب ذروة الموجة وهي نفس المراحل عاشتها بلادنا في الموجة الثالثة، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى تحول كل مصالح المستشفيات إلى مصلحة كوفيد للتكفل بجميع حالات الاستشفاء، أما التوقيت مرتبط بحالات الإصابة. - هل يعني هذا أنّ المستشفيات يجب أن تكون في حالة تأهب لمواجهة العدوى الوبائية المحتملة؟ مع الارتفاع الملحوظ في عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، وهناك قفزة أخرى سيشهدها المنحنى الوبائي في الأيام القليلة المقبلة يجب أن تكون المستشفيات على استعداد تام لمواجهة عدوى فيروس كورونا، وأؤكد من هذا المنبر أنّ جميع المؤسسات الاستشفائية تلقت منذ فترة، أوامر بالتصدي للموجة الرابعة. - معلوم أنّ المناعة الجماعية تقلل من العدوى، فيما يكمن الحل حاليا ؟ الحل السريع الآن، التوجه إلى مراكز التلقيح لتعزيز المناعة الفردية والجماعية وحماية المواطنين من الإصابة بالوباء الخطير لبلوغ نسبة 70 بالمائة من الملقحين، ولكن هذا لا يستبعد إمكانية حصول ذروة الفيروس التي ستكون قريبا، لذا أدعو جميع المواطنين إلى التحلي بالحيطة والحذر من خلال احترام الإجراءات الوقائية والصحية، لأنّ متحور دلتا مازال موجودا بيننا ويشكل خطورة. - مع ظهور أوميكرون في الجزائر، هل يشكل خطورة أكثر من متحور" دلتا"؟ الفيروس الشرس "دلتا" الذي تواجد في الموجة الثالثة وشكل خطرا على كثير من المواطنين بالنظر إلى استهلاكه كمية كبيرة من الأوكسجين الطبي، هو الأكثر خطرا وتأثيرا من سلالة "أوميكرون" الجديدة التي تمتاز بسرعة الانتشار، خاصة وأنّ التقارير الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية أكدت أنّ متحور "اوميكرون" أقل خطورة من سلالة "دلتا "، هذا بالإضافة إلى الأعراض التي أثبتت التقارير العلمية، أنها أخفّ من تلك التي تسببها السلالات المتحورة من الفيروس. - تقصدون أنّ "دلتا "مزال أشرس متحور لحدّ الآن ؟ أكيد أنّ المتحور "دلتا" أثر بشكل كبير على الكثير من الدول بينما المتحور الجديد "أوميكرون" ليس بالشراسة نفسها، لكنه ينتشر بسرعة فائقة، لكن أعيد القول إن دلتا هو الأكثر حضورا في أوروبا وفي شمال إفريقيا على وجه التحديد، ويصيب بالدرجة الأولى الأشخاص غير الملقحين، وخطورته اتضحت في بلادنا في الموجة الثالثة، أين فقدنا الكثير من الأشخاص. - وهل اللقاحات فعالة ضدّ هذا المتحور؟ حسب الدراسات الأخيرة، فإنّ اللقاحات تضمن الحماية من الإصابات القوية بأوميكرون، ويتوافق هذا الرأي مع كثير من العلماء الذين أكدوا "أنّ المؤشرات الأولية تدل على أنّ أوميكرون ليس أسوأ من سابقيه بل قد يكون أخف، فقط الاختلاف في سرعة للانتشار التي تزيد من الاستشفاء، ممّا قد يجعل المستشفيات في حالة ضغط". - حسب المعطيات الوبائية، هل سنعيش موجة دلتا أو المتحورين معا ؟ وفق اعتقادي سنعيش موجة المتحورين معا، لأنّ "دلتا" كان ومازال موجودا وأوميكرون ظهر في الجزائر وهو سريع الانتشار، والمؤكد حسب البيانات الحالية، أنّ هذا الأخير سيتقدم متحور دلتا في الانتشار، وفي هذه الحالة، في حال غياب الحماية التي توفرها اللقاحات والإصابات السابقة، فقد يزيد عدد الأشخاص المصابين ممّا يرفع احتمال زيادة حالات الاستشفاء. - ما هي رسالتكم إلى كل المواطنين في هذا الظرف الصحي ؟ أدعو جميع المواطنين إلى الإقبال على مراكز التلقيح لتعزيز مناعتهم الفردية وبالتالي ضمان الحماية الجماعية، وكذا الالتزام بالتدابير الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا بسلالاته المتحورة.