أكد الدكتور محمد شيدخ أن ظهور أعداد كبيرة من الإصابات بنزلات البرد في هذه المرحلة يكاد يكون معتادا، لولا ظلال الجائحة السلبية على المجتمع، وقال أن المتعارف عليه أنه في المواسم الباردة تكون حالات الزكام كثيرة نظرا لضعف مناعة الناس في فصل الشتاء وقلة نشاط الخلايا المناعية والأجهزة المرتبطة بها، انطلاقا من الجهاز التنفسي العلوي إلى المناطق الداخلية منه، موضحا أن ذلك غير مرتبط بزيادة نشاط الفيروسات في موسم البرد كما يعتقد غالبية الناس، وفي الوقت ذاته لم يتأثر فيروس كورونا لا بالصيف ولا بالشتاء وحافظ على نشاطه الذي لم يتزعزع إطلاقا إلا جراء الالتزام بتدابير الوقاية. وعن تزامن ظهور أعداد هائلة مصابة بهذه الالتهابات التنفسية العلوية أو الأنفلونزا مع ظهور حالات للمتغير "أوميكرون" قال الدكتور شيدخ أن الوضع يدفع إلى "الشك"، على اعتبار أن الأمور كانت مستقرة نوعا ما ثم مباشرة مع اكتشاف حالات من هذا المتغير يرتفع مؤشر الإصابات. هل بات الوضع يستدعي جرعة ثالثة؟ وكشف الدكتور محمد شيدخ أن تعزيز المناعة بجرعة ثالثة له من الفائدة ما يمكنه من مقاومة ضربات جل المتغيرات الفيروسية وحتى "أوميكرون" بنسب مختلفة لأن "أوميكرون" هو في الحقيقة النسخة الأكثر اختلافا مع النسخة الأصلية المكتشفة في يوهان، لكنه يبقى فيروسا تاجيا من صنف "كورونا 2" المعروف، مما لا يمنع فاعلية اللقاحات عليه ولو بتفاوت في النفع حسب اللقاح وعدد الجرعات، وأضاف أن هناك من يعدون بإخراج لقاح ملائم خلال مارس المقبل وهو الشهر الذي نعتقد أن خلاله يكون بدأ انكماش وضعف هذا المتغير "أوميكرون". وهناك بعض العلماء يحذرون من الإكثار من جرعات اللقاح حتى لا تنهار مناعة البعض، بالرغم من أن الدعوة لتلقي الجرعة الثالثة أسس لها غالبية العلماء والأطباء. وأضاف الطبيب شيدخ أن اللقاح عموما والجرعة الثالثة في هذا الظرف من شأنها أن تكبح جماح الجائحة وتحد من انتشار الفيروس وتحوره، وبالتالي عرقلة نشاط "أوميكرون".